يقف الباحث في التاريخ القديم والوسيط والحديث على حقائق ونماذج رائعة وروابط متعددة ونسيج اجتماعي متداخل ..وقد كان لي شرف زيارة سلطنة عمان للمرة الثانية خلال شهري يوليو واغسطس الماضيين واخذني( شمجي) عامر بن محمد السيابي يوم جمعة رحلة إلى ولاية نزوى التاريخية تجولنا في قلعتها الأثرية التي تحكي تاريخ بطولاتها في التصدي للغزو الخارجي ومنه الفارسي والبرتغالي ويزين بوابتها الداخلية مدفع كبير تم استخدامه في التصدي للغزو البرتغالي كما تجولنا في أسواقها الشعبية التي تجسد تراث وتاريخ الإنسان العربي العماني انتقلنا إلى( فلجها) العظيم واستراحاته التي تشتمل على كل ماتحتاجه الأسر التي تزوره للتنزه واختتمنا الجولة بزيارة منزل الشيخ محمد بن سليمان السليماني الذي وجه لنا الدعوة لزيارة نزوى ومطرح قبيلته السليماني ( العمانية ) واحسن استقبالنا في منزله العامر وسط مزرعة النخيل ثم ادينا صلاة الظهر في مسجده المجاور للبيت وعدنا إلى المنزل وحضر اولاد الشيخ يوسف وموسى واسحاق .. والشيخ محمد يزور اصهاره في المكلا تقريبا كل سنة وهو رجل بشوش وكريم واسع الاطلاع على الانساب ودرجاتها ومحدث جيد وقال لقبيلتنا علاقات تجارية قديمة مع عدن والمكلا والشيخ سليمان السليماني عميد الأسرة في بركاء علاقاته أوسع واشمل..
وفي الجمعة الأخرى ذهبنا الى ولاية بركاء ودخلنا مزارع نخيل لاباس بمساحتها لكن الجدران الاسمنتية اخذت منها حيزا كبيرا وهناك استقبلنا الشيخ محمد بن حمد السليماني مرحبا وقدم القهوة ثم طلبنا زيارة الشيخ الجليل سليمان عافاه الله وشفاه الذي أجرى عمليتين في ركبتيه واستقبلنا في ديوان منزله وحدثنا عن آخر زيارة له لعدن وميفعة وعزان وعتق والمكلا تمت في اخر تسعينات القرن الماضي وقال إن النشاط التجاري بين عدن والمكلا. وصلالة ومسقط كان كبيرا عبر التقل بالسفن الشراعية حيث كان التجار العمانيون يستوردون معظم احتياجاتهم من عدن وبعد الانتهاء من شرب القهوة استاذنا الشيخ بالانصراف وذهبنا إلى المسجد وكان الإمام الشيخ ناصر السليماني الذي يعد والده الله يرحمه اول من أقام معمل للحلوى العمانية في شارع الزعفران بكريتر عدن عام 1930 ..ثم تناولنا طعام الغداء على مائدة الشيخ محمد بن حمد السليماني وكثيرة هي ذكريات الإنسان العماني والخليجي مع الجنوب العربي /جنوب اليمن اهل عدن والمكلا عبر النقل البحري وتذكرت شريط استمعت له عن ندوة من الإذاعة العمانية كان يتحدث أحدهم فيها عن العلاقات والروابط بين عمان وجنوب اليمن عدن والمكلا بقصد (سلطنات الجنوب العربي) وفي حديثه أوضح ان السفينة التي على الدينار الجنوبي لتاجر اسمه عثيمان بن سعيد البابكري كانت ضمن عدة سفن تنقل السلع من سلطنات الجنوب العربي إلى موانئ سلطنة عمان صلالة ومسقط وموانئ الخليج العربي عموما والصومال..
والتاجر الشيخ عثيمان بن سعيد البابكري وإخوانه رحمهم الله وغفر لهم من كبار رجالات سلطنة الواحدي وقبيلة سعد كندة ومن كبار رجال الأعمال وقد تعرضوا لظلم التأميم ومنها تلك السفن وعقارات مختلفة في عدن كما تعرضوا للاعتقال من قبل نظام جنوب اليمن الاشتراكي مابعد عام1967 وهو ما أفسد علاقات الجنوب العربي بمحيطه الخليجي نتيجة لجيش من حكموا من الجهلة.
الباحث/علي محمد السليماني