قوى النفوذ اليمنية التي كانت مهيمنة على الدولة في صنعاء، عندما انقلب الحوثي عليها كانت تتحدث عن ان هدف المعركة مع الحوثي هو انهاء الانقلاب، ولم تستكين وهي تتحدث عن تنفيذ القرار الاممي 2216 والذي يتضمن ان على الحوثي تسليم السلاح وخروج مليشياته من صنعاء ومن بقية المدن اليمنية ومن كافة مؤسسات الدولة والعوده الى صعده قبل اي حديث مع الحوثي او الدخول معه في عملية سياسية.
ومع مرور الايام لاحظنا التقهقر لقوات ما تسمى بالشرعية بل وتسليم سلاحها للحوثي في أهم الجبهات في نهم والجوف ومأرب ومريس وتوقيع اتفاق استوكهولم والانسحاب من الحديدة وتسليمها للحوثي ثم التراجع في خطابها السياسي والاعلامي فلم تعد تتحدث عن انهاء الانقلاب ولا عن قرار مجلس الامن 2216 واذا بها تطلق خطاب سياسي واعلامي جديد مبنى على هدف الضغط على الحوثي للانخراط في العملية السياسية وظلوا يرددوا ذلك الخطاب ولفترة ليست قصيرة حتى تفاجئنا بتغيير هذا الهدف وهذا الخطاب ايضا الى هدف وخطاب جديد هو دعوة الحوثي الى الهدنة وتوالت الهدن وهاهم اليوم يطالبونه بوقف الحرب ويترجوه لذلك وبشروطه.
هذا التطور الدراماتيكي الخطير ، رافقه عمل باتجاه اضعاف الجنوب وانهاكه في الخدمات والمعيشة وتدمير مؤسساته العسكرية والمدنية واغراقه بما يسموا نازحين وهدر موارده وصرفها باتجاهات الفساد والمحاباة في الوظيفة العامة والعداء لشعبه وللحاضنة التي تأويهم ورفض نقل مؤسسات الدولة الى العاصمة عدن وابقاءها تحت تصرف الحوثي وخلق القنته بين الجنوبيين ودعم الإرهاب واستقلال احتياجات الناس في محاولة لكسر ارادتهم وتطلعاتهم السياسية بدلا من استنهاض الجنوب وخلق انموذج افضل وتعزيز حاضنتهم التي تاويهم والانطلاق منها وبدعم الجنوبيين لتحرير صنعاء وانهاء الانقلال وخلق الامن والاستقرار في المنطقة.
كل ذلك ياتي في إطار المعادلة التي تنص على ابقاء الجنوب ضعيف ومفكك ومنهار حتى يضمنوا سيطرتهم عليه ونهب ثرواته وتهجينه وطمس هويته واستباحة اراضيه حتى والحوثي مسيطر على غرف نومهم في صنعاء وفي كل المناطق المسيطر عليها.
وهناك مصالح اقليميه ودوليه تتناغم مع هذا السيناريو وغير ذلك كثير لا داعي لتعدادها احتراما لمشاعر الاطفال والنساء في مناطق سيطرة الحوثي، انهم يريدوا ان يسوقوا الجنوب سوق القطيع لادخاله تحت سيطرة الحوثي ليتقاسم معهم الظلم والاستبداد لا لكي يحرروا صنعاء ويستعيدوا دولتهم وهذه هي الحقيقة الناصعة التي لاغبار عليها.
*- نصر هرهرة
.