تخوض قواتنا الجنوبية معارك مصيرية لتحرير وتأمين مناطق الجنوب، سيرا نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي: استعادة وبناء الدولة.
ولنجاح هذه المعارك يجب أن يرافقها إعلام حربي فعال ومتخصص.
الإعلام العسكري أو الإعلام الحربي يعتبر، فرعا متخصصا في مجالات الإعلام العام للدولة، بل وأحد أدواته وليس منفصلا عنه، فالإعلام الحربي يجب أن يعبر عن الدور الذي تقوم به القوات المسلحة من أجل تنفیذ الهدف السياسي العسكري للدولة ودعم الفكر الحربي لدى الشعب وقواته المسلحة، وكذا لمواجهة الدعاية المعادية والحرب النفسية من القوى الخارجية المناهضة للدولة والشعب.
تعريف الإعلام الحربي:
يختص الإعلام الحربي بجمع وتحلیل ومعالجة البيانات، والمعلومات، والصور، والحقائق، والرسائل، والتعليمات من كافة المصادر عن أنشطة القوات المسلحة، والتأكد من مصداقیتها وصياغتها بأسلوب مؤثر ومقنع ونشرها محليا وخارجياًً، باستخدام كافة وسائل الإعلام والتواصل، وذلك بهدف تزويد الشعب والقوات المسلحة بالمعلومات الصحيحة، وإحباط نوايا الحملات المضادة التي تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية، أو التأثیر على التلاحم بین الشعب والجيش، مع التأكید على الولاء والانتماء للوطن.
تلك العملية التي یترتب علیها نشر الأخبار والمعلومات الدقيقة التي ترتكز على المصداقية والصراحة، ومخاطبة الجماهیر ، والارتقاء بمستوى الرأي.
بمعنى آخر أن الإعلام الحربي منوط به تقديم المعلومات الدقيقة والصادقة والحقائق، التي تساعد على إدراك ما یجري في المجال الحربي وتكوين آراء صائبة في الأمور الهامة المعنية به، وبحیث لا تتعارض تلك الحقائق والمعلومات مع الأهداف العسكرية العليا، التي تخدم قضايا القوات المسلحة والدولة في آن واحد.
ومن ثم يمكننا القول بأن الإعلام الحربي، هو الإعلام الذي يمثل أوجه النشاطات الاتصالية والتي تستهدف تزويد الجمهور الداخلي والخارجي بكافة الحقائق والأخبار الصحيحة عن القوات المسلحة، من أجل تكوين رأي صائب لدى الجماهیر عن مدى كفاءة وقدرات هذه القوات، وفي الوقت نفسه مواجهة الإعلام المعادي المضاد.
ينبغي للإعلام الحربي أن يؤدي دوره الهام ومساهمته في إعداد الدولة للصراع المسلح، وفي تهيئة الجبهة الداخلية للوقوف بجانب القوات المسلحة في كل المراحل.
مناهج الإعلام الحربي:
يعمل الإعلام الحربي وفقا لمناهج علمية أهمها: المنهج التاريخي، المنهج النفسي، المنهج السياسي والمنهج الاجتماعي.
شروط الإعلام الحربي:
الدقة، السرعة، استغلال الإمكانيات غير التقليدية ومراعاة مقتضيات الأمن القومي.
وهكذا يتضح لنا أن الإعلام الحربي عمل وعلم تخصصي دقيق وخطير ينبغي أن يضطلع به فقط المتخصصون، وإلا كانت مضاره أكثر وأخطر من فوائده، أو كمن يعتقد أنه يكحلها بينما هو يعميها.
*- العميد ثابت حسين صالح