مهمة المجلس الرئآسي

2022-05-26 10:36

 

هناك من يسال عن سبب تشكيل مجلس

الرئاسة وتوقيت التشكيل واهميته ؟ والحقيقة فان دول التحالف وعلى راسها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وبالتنسيق مع كل دول مجلس التعاون الخليجي ، ومن نافلة القول مشاركة الدول الكبرى .

 

فقد تبين ان بقاء الحرس القديم المتمثل في الحكومة الشرعية وعلى راسها ،عبد ربه منصور هادي ونائبه محسن الاحمر كان يشكل احراجاً كبيراً لهذه الدول . ذلك لان الامور سارت بما لا تشتهي سفن دول التحالف حيث تراجعت جحافل الشرعية المدججة ، بقضها وقضيضها ،فتضعضعت ووهنت بينما كانت على مرمى حجر من مطار صنعاء ، ولقد تراجعت الى مربعات محدودة واصبحت بعدها جيوش الشرعية شبه محاصرة في تلك المربعات  .

 

وبالتاكيد فقد دُرست افكار كثيرة في كيفية احداث متغير هائل ، بحيث تتجنب دول التحالف الاحراج ، بسبب طول امد الحرب بل وخسارة جيوش الشرعية للارض التي انحصرت ببعض مناطق في محافظة مأرب والشريط الساحلي ، فكان لزاما على دول التحالف ان تضم الى جانبها كل دول مجلس التعاون ، في الترتيب لاقامة ملتقى تشاوري في الرياض ، يراسه معالي امين العام لمجلس التعاون .

 

نتج عن هذا الملتقى ( الحاشد)  تنحية الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه على محسن ، وتشكيل مجلس رئاسي يترأسه الدكتور رشاد العليمي مناصفة بين الشمال والجنوب، ورغم اختلاف نوازعهم وتوجهاتهم إلاّ ان الضرورة حتمت ذلك .

 

وكما اتوقع فان مهمة المجلس ليست دمج الجيوش الجنوبية مع الشمالية وليس لاعداد هذه الجيوش لخوض الحرب الضروس لتحرير كل المناطق التي تقع تحت نفوذ وسطوة انصار الله ، بل في تصوري ان مهمتها  التريث والترقب والبحث عن ( تسوية) بعد ان ايقنت دول التحالف ان الحرب لم تعد الرهان  .

 

وفي توقعي فان مجلس الرئاسة والحكومة التي انتقلت الى العاصمة الجنوبية ( عدن )

سوف تكون مهمتها الرئيسية البحث عن تسوية تشمل قبول انصار الله بالمعارضة الشمالية كشركاء في الحكم ، علما ان المؤتمر والاصلاح بل والناصريين وغيرهم من المكونات يشاركون انصار الله في صنعاء في حقائب وزارية وان كانت غير حساسة .

وللانصاف فان اخوتنا في الشمال لديهم من المرونة في تقبل خصومهم  بل واحتوائهم ، وادلل على ذلك ان النظام الجمهوري استوعب كل الساسة الذين حاربوهم اثناء الحرب الاهلية بعيد الثورة .

 

وفي توقعي فان المجلس الرئآسي ليس في باله ولا خططه ولا مبلغ علمه ان يندفع الى اي مواجهات عسكرية لان دول التحالف ليست اليوم على استعداد لان تعود الى هذه الحرب المكلفة والعدمية بل والمُلغزة   .

 

لهذا فلن اتوقع فشل الهدنة بل تمديدها ولو ادى ذلك الى قبول دول التحالف لبعض مطالب  انصار الله . واجد نفسي مع هذا التوجه خصوصا بعد زيارة رئيس ايران

لسلطنة عُمان وهي الزيارة التي اساسها وجوهرها احلال السلام في اليمن مع انفراجات في العلاقات الخليجية الايرانية .

 

وعن الجنوب فقضيته هي اليوم  المهيمنة على تفكير دول الخليج العربي فهي ترى في اعلان فك الارتباط  الجنوبي حالة من التعويض عن خسارة الحرب مع انصار الله .

 

لهذا فان كل التوقعات تشير الى ان فريق المجلس الرئاسي لن يستمر على توافقاته وانسجاماته فهو عبارة عن توليفة متناقضة ان لم نقل متخاصمة ، لهذا فسوف نشهد حالة تشابك وانفعالات وربما خصومات تحت السطح لا تلبث ان تعلو وتتكشف .

 

ما سبب هذا الخلاف الغير معلن ؟ والجواب ، ان المحلس لا يعمل بروح الفريق بل بنهج مختلف ، والمتابع ولو عن بعد يدرك ان التوافق ليس سوى تمثيلي  للظهور بشكل متناغم ، وذلك بغية تدشين حوارات مع انصار الله  ، وهذا الحوار  المتوقع ليس في طياته الا لاعلان الدولتين  وعودة المعارضة الى صنعاء بل ومنحهم فرصة المشاركة على قاعدة ( لا يموت الذئب ولا يفني الغنم )

 

هل لدى الانصار من البرجماتية ما يمكن يجعلهم يقبلون بهذه التسوية؟ والحقيقة ان الامور فرضت نفسها ، فالجنوب اليوم دولة بجيش ونظام وارض ودعم اقليمي ودولي وارادة شعبية تتعاظم .

 

وكذلك فان الشرعية لم تكن سوى (خيال المآتة)  فقد تضغضت وتراجعت من تخوم صنعاء وانهارت معنويات جيشها وقادتها الذين ادمنوا التنبلة والرخاء والذي تسبب في كل ذلك الوهن والاسترخاء   .

 

هل نتوقع من المجلس الرئاسي والحكومة في عدن إنجازات فيما يتعلق في الجنوب وماساة الخدمات المتدهورة ؟ والحقيقة انني لا اتوقع نجاح عملية جراحية مستعصية، لمريض نصف الجراحين دكاترة تشريح.

 

فاروق المفلحي