المملكة العربية السعودية قررت بقرار نهائي لا رجعة عنه طرد الشرعية اليمنية من أراضيها وطي ملف الحرب، وأسست من أجل ذلك مجلس القيادة الرئاسي العسكري لقيادة مرحلة جديدة من الصراعات والأزمات والحروب في اليمن ومن داخل جنوب اليمن هذه المرة.
أساءت السعودية وكذلك طاقم الزبيدي الإعلامي إستخدام سلاح الإعلام بالرياض، تلك اللقاءات والزيارات والصور أتت بنتيجة عكسية، وبالتالي لم تهيء الرأي العام الجنوبي كما كان المطلوب منها بل شحنته ضد المجلس الرئاسي والانتقالي ، الكثيرين قد يتساءلون ما الهدف من كل تلك اللقاءات والزيارات ، ولماذا كل تلك الصور للزبيدي دون غيره من أعضاء أو حتى لرئيس المجلس الرئاسي ولماذا ؟ .
الإجابة هي لتهيئة وإمتصاص غضب الرأي العام الجنوبي وأن الزبيدي هو الرئيس التنفيذي للمجلس الرئاسي وعليكم تقبل الأمر الواقع بهدوء تام، كنت أود لو أن أعضاء المجلس الرئاسي العسكري يباشرون مهامهم كل في منطقته ونطاقه الجغرافي ليحدث فرق وتقدم على المستوى العسكري وقيادة منطقته عسكريا وإداريا وأمنيا.
للمرة المليون أقول أن أعضاء المجلس الرئاسي غير متجانسين وهم عبارة عن كروت محروقة وقنابل موقوتة قابلة للانفجار بأي لحظة، لم يكن الغرض الرئيس من هكذا مجلس الاستقرار والأمن والأمان كما يصورونه ويسوقونه لنا، بل الغرض منه الدخول في نفق أخر من الصراعات والأزمات والحروب الداخلية، من أجل ضمان سلامة وأمن المملكة وباقي دول التحالف العربي.
هل ستنهي مليشيات الحوثي المجلس الرئاسي بقصف العاصمة عدن (شهود عيان يؤكدون نقل مليشيات الحوثي لمنصات صواريخ وطائرات مسيرة الى تعز لقصف عدن) وتأليب الرأي العام الجنوبي ليقوم بمهمة طرده، وهل ستسمح مليشيات الحوثي بعقد جلسات مجلسي الشورى والنواب في عدن أو المكلا، أم ستعرقلهم كما حدث في سيؤن، 90% يتوقعون العرقلة والافشال والعودة مجددا إلى المربع رقم 1 ومن بينهم رئيسي مجلسي النواب والشورى.
الإعتراف بالفشل والعجز من قبل التحالف العربي يعتبر أولى مراحل تصحيح المسار والخروج من المستنقع اليمني ، والحرب ماهي إلا وسيلة للوصول إلى هدف سياسي بإمتياز وليست هدف ، وبالتالي على المملكة والتحالف العربي إختصار الوقت وحقن الدماء وتلافي مزيدا من الدمار والفقر والجوع وإنهيار البنية التحتية ، من خلال ترك اليمنيون (شمال وجنوب) يتحاورون فيما بينهم بحرية مطلقة في دولة محايدة يحددونها ، دون أي إملاءات أو تدخلات بشؤونهم الداخلية من قبل التحالف العربي للوصول لحل دائم يرضي جميع الأطراف الفاعلة والرئيسة على الأرض .