عن مؤتمر الرياض

2022-04-12 03:21

 

لفت نظري الترجمة باللغة الانجليزية لمؤتمر الرياض حيث اشير اليه

( Yeneni  - Yemeni Talks) وتعني المشاورات اليمنية -اليمنية . وهو هنا  ليس ( بمؤتمر) بل ملتقى تشاوري ، على ان هذه  المشارات أُعد لها اعداداً جيداً وسرياً ، من قبل دول التحالف ،وبمشاركة وبرعاية المناديب الدولين ودعم دولي، كما وهناك من شارك وبشكل غير معلن من مندوبين من انصار الله قبل انعقاده وذلك في مسقط  ، وكما قلت فمن الملفت انه لم تتسرب عنه اي معلومة وظلت قراراته طي الكتمان وكان ذلك سر نجاحه  .

 

وعن اعلان رحيل حكومة الشرعية ، فقد طوت ايامها وهي اليوم ضمن الذكريات ولا بواكي عليها ، على ان من اسباب مأساة اطالة الحرب اليمنية هي  فشل الشرعية وعدم الاخلاص في الكفاح والنضال بل تركز الاخلاص على التكسب الشره ، ومن عجائب هذه الحرب ( الفساد ) الذي ضرب القمة والاساس ، بما فيهم  المقاتلين فقد  كانوا بدورهم يمارسون كل انواع التحايل والتماكر والفساد ، الى حد بيع سياراتهم العسكرية  او تشليحها بل  وبيع بعض اسلحتهم  الشخصية  .

 

وكما قيل فأن من اسباب نجاح هذه الملتقى الحاشد ان العلاقات المتميزة والواثقة بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية ، ساهمت وبشكل كبير في ان تقنع روسيا ايران بعقد هذا الملتقى واعلان الهدنة وفتح المطارات والموانىء .

 

والشيء الذي اراح الناس هو ان الدعوة لهذا الملتقى كان من قبل مجلس التعاون الخليجي، وهذا يعني ان جميع دول الخليج بما فيها قطر وسلطنة عمان وقفا مع هذا الملتقى الهام .

 

ولا يمكن ان نقلل من دور الدول الكبرى في هذا الملتقى الكبير ، وكما نوهت فما اثار الاستغراب ! هو السرية البالغة التي اكتنفت في الترتيب له ، فحتى الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي ونائبه على محسن الأحمر  كانا آخر من يعلم بقراراته الجريئة والمدوية  .

 

وعن عدم حضور (انصار الله) هذا الملتقى فهم ورغم تصريحات الناطق باسمهم الاستاذ (البخيتي) في عدم ارتياحهم لبعض الشخصيات في مجلس الرئاسة، الا ان هناك ارتياح طاغي من قبل الانصار، لاقالة نائب الرئيس ثم تلاه استقالة الرئيس هادي.

ومهما كانت مرارات هذه الاقالات والاستقالات على هذا الثنائي، الا ان دور هذا الثنائي كان مثار انتقادات مستمرة لفشلهم في تحقيق اي منجز على الارض بل واضاعتهم لفرص متاحة مما تسبب في ملامات بل حرج لدول التحالف .

 

وعن دول التحالف فهي استطاعت بحبكة ذكية ان تنهي هذه المحنة، وربما ان المملكة العربية السعودية استفادت من هذه المعضلة بحيث تجعلها تنأى مستقبلاً عن التدخلات لان الحروب ليست اليوم بالسهام والسيف، بل باسلحة معقدة وبالغة الكلفة وشديدة التدمير.

 

الكثيرون لا يتوقعون فشل الهدنة بل ويتوقعون تمديدها، حتى يتحقق النجاح في الوصول الى تسويات صعبة  ولكنها تسويات بدون نزيف او تدمير. وهناك كما يعلم الجميع في اليمن بشطريه حالة من الاستبشار بنجاح هذا الملتقى، الذي نتج  عنه اعلان مجلس رئاسي يتمتع بروح الشباب ، وان كان لا يتمتع بالانسجام في المواقف .

 

هناك توقعات ان اعلان المجلس مناصفة بين الشمال والجنوب له اكثر من مدلول . فالجنوب اليوم في سدة الرئاسة، على ان ممثلي الجنوب هم الاقوى ، لانهم يسيطرون وبقوة واثقة على الارض ، وبعد ان تنسحب بقية  قوات الشرعية من كل الاراضي الجنوبية ، تكون قوات الجنوب قد اطبقت على الارض من البحر الى البحر .

 

وعن الفصيل وهو الغائب الحاضر والذي لم يشارك ولم يحضر ، وقبل بالهدنة وهو الطرف الذي من اجله وبسببه انعقد هذا الملتقي التشاوري التاريخي ، واعني بذلك  ( انصار الله ) الذين بدورهم يطبقون على الارض الشمالية ، وتخضع  لهم اعتى القبائل وجبابرة حاشد وبكيل ، الذين آثروا السلامة  او كما يقول المثل اليافعي ( سلامة الرأس فائدة ) .فهم بدورهم ثابتون على الارض وهذه حقيقة لا ينكرها الا مكابر .

 

هذا المكون  اي ( انصار الله) سوف يكون له القول في تشكيل مجلس الرئاسة في قادم الايام ، وحسب التوقعات سيشكل هذا المجلس في قادم الايام ، بدون اعضاء من الجنوب ! فليس للجنوبيين في هذا المجلس لا ناقة ولا جمل ! بل لديهم مجلسهم ولديهم قضيتهم الكبرى  .

 

هناك توقعات ان الحوارات وان كانت بين ٤ مكونات وهي الانتقالي وانصار الله ( وهم الاقوى وبدون منازع) وكذلك مكون المؤتمر والاصلاح ، الا ان المؤتر والاصلاح يحاوران على المشاركة في السلطة مع انصار الله ، بينما الانتقالي وانصار الله سيتحاوران لاجل الارض ، وبالتالي ربما القبول بفكرة الدولتين مع  اهمية اعلان سوق مشتركة  لبقاء المصالح المشتركة للشعبين .

 

هل ستطول المحادثات ؟ لتطول !!فلقد انزاح الهم الاكبر ، وهي ( الحرب ) والتي اوغلت واذنبت وطالت واستطالت . وعلى كل الاطراف التمسك بالهدنة واعتناق الحوار فهو اولى من فروض الصلاة .