لقد انصف بوزنر روسيا
مختطفات من المقابلة الضافية مع الصحفي والمفكر الموسوعي ( فلادمير بوزنر ) في امريكا وفي قاعة المحاضرات جامعة يال . وخصصت المقابلة عن تردي العلاقات الامريكية مع روسيا الاتحادية وتوسع حلف النيتو الى حدود ( التماس ) مع روسيا الاتحادية .
وبدء البدء فقد دهشت لدقة الاجابات ومنها طريقة الطرح وحصافة الراي وعدم الانزلاق الى التهم والتجديف .
وحتى كلمة ( عداوة ) اجاب انه لا يستخدمها ضمن مفرداته ولغته بل كلمة ( السلبيات )
والذي ادهشني قوة ذاكرته وحضورها السريع واستدعاء الوافر من مخزونه الثقافي .
كما وانه انصف عندما قال انه ومند الف سنة لم تعرف بلاد الروس الديمقراطية ولكنها دولة راسخة . وان الديمقراطية هي تراكمت معرفية وسلوكية وتعاملية ، ويطول اكتسابها ، وقد تاخد الديمقراطية مسيرة مأة سنة لتترسخ في اذهان ووجدان الشعب وحكامه .
انصف روسيا الاتحادية لانها اقصيت بل ومُكر بها . فقد اقصيت من الاتحاد الاوروبي بذريعة انها دولة شاسعة .
بل واقصيت من الدول الصناعية الكبرى ( وهذا لم يذكره ) كما انها اي روسيا طالبت حتى بالانضمام الى حلف النيتو .
كما نورنا فلادمير باجاباته الحصيفة والدقيقة ، ومنها ان الحكام الحاليين لروسيا الاتحادية ، هم تربية الاتحاد السوفيتي ، وهذا يجعلهم في حالة ارتباط وحنين في اللا وعيي بالحقبة السوفيتية ، وان الفرص في التغيير تاتي بعد ان يستريح الحرس القديم بسبب العمر .
وانصف حتى (بوريس يلتسن ) الذي حز في نفسه ذلك الاقصاء لروسيا وهوان التعاملات مع روسيا العظيمة من قبل امريكا والغرب ووصف ان روسيا ليست ( هايتي)
توفرت لدي محصلة مهمة من هذه المقابلة ، وتذكرت محمد حسنين هيكل في اجاباته وموسوعية ذاكرته وقدراته العجيبة على الاقناع بالحجة وليس بغيرها .
وما اقتنعت به ، ان امريكا تعمدت اهانة روسيا بل ونبذها ، لتحول دون عودتها الى مجدها العظيم .
فاروق المفلحي