عندما وصل القائد التركي سعيد علي باشا بقواته إلى لحج، في الحرب العالمية الأولى، كتب إلى معظم سلاطين ومشائخ الجنوب طالبا منهم توحيد صفوف المسلمين والوقوف في صف الدولة العثمانية التي اعلنت الجهاد على النصارى والكفار، ونصحهم في الانضمام إلى صف السلطنة العثمانية لان الله سينصرها لانها مسلمة.
ولما وصلت نسخة من تلك الرسالة من العوالق العليا إلى حاكم عدن في شهر صفر ١٣٣٤ هجرية/ ديسمبر ١٩١٥م، رد الحاكم على سلطان العوالق برسالة طويلة قائلا فيها: لا تصدقوا الأتراك، معهم من الإسلام أسمه فقط، أما سلوكهم فليس لهم علاقة فيه، وانتم تعرفون ظلمهم ومخالفتهم لشرع الله، ثم كيف لهم أن يرفعوا رأية الجهاد الاسلامي في صف الدولة الالمانية الصليبية.
واختتم رسالته بالقول: (( القوة كلها بيد الله عزل وجل، يعز من يشاء ويذل من يشاء، والنصر حاصل معنا في جميع المراكز لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي سيمنح الانجليز النصر))
كل طرف منهم حاول ان يوظف الدين لمصلحته، على الرغم من الحرب ليست لها علاقة بالدين.
وفي الأخير هزمت السلطنة العثمانية في الحرب ليس لأنها مسلمة، وإنما لأنها فاسدة وضعيفة، وانتصرت بريطانيا ليس لانها نصرانية وإنما لانها قوية.
من يريد ان ينتصر على خصمه، عليه ان يحسن إدارة نفسه، وأن يقوي صفوفه، وان يصحح أخطاءه، وان يعد نفسه للمواجهة بأقصى ما يستطيع، وسيكون النصر حليفه بإذن الله