لم يعشق الارض ويضمها ويحرص عليها ويحرسها مثل الامريكيين الذين اشتروا ايام بؤسهم واملاقهم منطقة الاسكا. كان ذلك بقرار طائش من الإسكندر الثاني، فتم بيع أراضي ألاسكا ومجموعة جزر ألوشيان القريبة منها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في القرن التاسع عشر، وتوسعت الولايات المتحدة بقوة، فتم شراء 12 ولاية من فرنسا مقابل 15 مليون دولار، وبنفس المبلغ تنازلت المكسيك عن كاليفورنيا بعد أن تم الاستيلاء على ولاية تكساس بالقوة.
وبالمقابل فلم نجد أجبن واذل من (جورباتشوف) في تفريطه بجمهوريات الاتحاد السوفيتي وانسلاخ اكثر من ١٤ دولة بمساحة ٥ مليون كيلو متر، منها جمهورية كازخستان التي تبلغ مساحتها ٢ مليون كيلو متر.
وتواصلت المؤمرات فكانت روسيا الاتحادية على مشارف فقدان جمهوريات، ضمن الاتحاد الروسي وهي الشيشان، تتارستان، وداغستان.
كان ذلك في عهد بوريس يلتسن المخمور.
جاء من بعده فلادمير بوتين (المنتقم) لشرف روسيا، وجاء ليبني روسيا الاتحادية عسكريا ووطنيا ويعيد علاقاته الوثيقة مع الدول التي استقلت بل ويقف ضد اي نظام في هذه الدول المستقلة يحاول الى ان يخون العلاقات التاريخية مع روسيا الاتحادية. واليوم روسيا تهز العالم وترعبه .
وعن اوكرانيا فهي كانت واسطة عقد الاتحاد السوفيتي وهي بمساحة ٦٠٠ الف كيلو متر واطلالة بحرية واسعة وامتدادية بطول ٢٣ الف كيلو متر، واكرانيا تربتها ذهب وتعتبر سلة غذا كما انها موطن الصناعات الثقيلة وفيها اعظم احتياطات خام الحديد والتيتانيوم والزئبق وعبرها يمر خط امدادات الغاز الروسي.
هذه الجمهورية (الكاملة الدسم) بدات تخون العيش والملح مع روسيا ، وبدات في تصنيع الصواريخ العابرة بل وابحاث انتاج اسلحة الدمار الشامل ،وبنت جيش عظيم بما يزيد عن ١٦٠ الف جندي . كل هذا الاعداد والاستعداد كان لغرض اشغال روسيا الاتحادية. وهذه رعونة ومصيبة اضطرت بوتين لان يجهز عليها قبل ان تنمو اسنانها النووية.
كانت تتوقع اوكرانيا ان يهب الغرب لنجدتها ولكن الغرب آثر السكينة والصبر والتأني، فليس من السهل التعامل مع فلادمير بوتين الذي إذا غضب زلزل الارض واخرج اثقاله و حرك صواريخه النووية.
فاروق المفلحي