من منطلق غيرة على الجنوب وقضيته ومستقبله، ينادي عدد من الجنوبيين بأن يُسرِّع المجلس الانتقالي الجنوبي من مطالبه ويضغط بشكل أكبر على خصومه، عبر أطروحات قد تكون مهمة لكنها ليست في التوقيت الصحيح.
لا يُلام الجنوبيون الحريصون على مستقبل وطنهم وحجم سعيهم الدؤوب نحو استعادة الدولة، لكن الحلم الذي ينشده الجنوبيون ليس بالسهولة التي قد تدفع متخذ القرار في الجنوب لاتخاذ قرارات في غير محل توقيتها.
يدير المجلس الانتقالي، القضية الجنوبية من منطلق رجال دولة، يضعون مسار استعادة الدولة نصب أعينهم ومحركهم الرئيسي، لكن الأمر مصحوبًا بالنظر إلى التحديات القائمة وملابسات الوضع ليس فقط في نطاق محلي لكن إقليمي أيضًا.
الحرب على المليشيات الحوثية والقضاء على مشروع هذه الذراع الإيرانية الإرهابية يمثّل أولوية في المرحلة الحالية، وهذا ما عبّر عنه الجنوب سياسيًّا وعملياتيًّا، في إطار الجهود التي بذلها في إطار كبح الإرهاب الحوثي.
يُستدل على ذلك بحجم النجاحات التي حقّقتها القوات المسلحة الجنوبية ضد المليشيات الحوثية، فالمناطق التي تحررت من المليشيات الحوثية يعود الفضل في ذلك للقوات الجنوبية، كما أن معركة الحديدة التي كانت بصدد القضاء على الحوثيين وكانت القوات الجنوبية على بُعد كيلومترات، قبل أن تهرول الشرعية نحو إجراء محادثات مع الحوثيين أفضت إلى توقيع اتفاق ستوكهولم الذي استغلته المليشيات لترتيب صفوفها وإطالة أمد الحرب.
كما أن هناك شراكة كاملة بين الجنوب والتحالف العربي، وهذه الشراكة يقدرها المجلس الانتقالي بشكل لا يُوصف، ومن ثم يضع المجلس مراعاة كبيرة لذلك ولا يُقدِم على اتخاذ خطوات من جانب منفرد قد تهدّد الشراكة بين الجنوب والتحالف.
السياسات العاقلة وغير المتهورة وغير المجازِفة التي يتبعها المجلس الانتقالي، أكّدت أن القضية الجنوبية يقودها رجال دولة بشكل حقيقي وفعلي تقود سفينة الجنوب حتى تبلغ بر الأمان.
*- شبوة برس ـ المشهد العربي