نتذكر أن لدينا جيشاً ليس في ساحات الدفاع عن الوطن، واستعادة الشرعية وكسر الانقلاب وتحرير المدن، وفرض تسوية من موقع القوة، على من يصفهم بمليشيات مارقة. نتذكر أن لدينا جيشاً ليس في مجال الجاهزية القصوى، والتأهيل الأكاديمي العالي، والانضباطية والاحتكام لتسلسل قيادي، منتقى وفق شروط الكفاءة والخبرة والتحصيل العلمي، والسجل العسكري المشرف.
نتذكر أن لدينا جيشاً ليس في سجل الشرف، والانتصارات وحماية الحدود والذود عن السيادة.
نتذكر أن لدينا جيشاً ليس في مجال احترام وظيفته المنصوص عليها في الدستور، وعدم التدخل في الشأن المدني، وجعل مهامه أولاً وأخيراً في حراسة مياه وسماء وتراب الوطن.
فقط نحن نتذكر أن لدينا جيشاً حين ينزل بكل عتاده لقمع التظاهرات، وتأبيد المظالم، والدفاع عن حيتان الفساد.
فقط نتذكر أن لدينا جيشاً حين يبسط على الثروات، ويصادر الحقوق بقوة المجنزرات والعتاد الثقيل، ويرى في نفسه الحاكم الأوحد وظل الله بين العباد.
هذا الجيش العصبوي يقمع ولا يحمي، يسرق ولا يصون، يسجن ويصدر أحكام النفي والإعدام، الترويع وفرض حضوره غير المرحب به، بالقوة القهرية وضد إرادة الجموع.
سيئون تلخص فزاعة عصابة الجيش، الجبان أمام الموت في خطوط تماس مأرب، المستأسد على مطالب الناس السلمية في حضرموت.
هذا الجيش الفاسد العاجز المعطوب، يحاول أن يجر النضال السلمي نحو العسكرة والعمل المسلح.
ومع ذلك الوعي المدني سيجهض هذا التوجه، وسيطيح بألوية المنطقة الأولى بالضغط المثابر، خارج مربع الثروة إلى حيث يجب أن يكون، هناك في الخطوط الأولى للمواجهة، دفاعاً عن الأرض لا عن بئر النفط وأساطيل النهب الممنهج.
*- خالد سلمان ـ كاتب سياسي