لم يكن مستغربًا أن تعج مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الساعات الماضية، بحملات شنتها الكتائب الحوثية التي سعت لإنقاذ حليفتها الإخوانية، بعدما صُفعت عبر مليونية سيئون الملهمة.
فاستنادًا إلى قاعدة "من لا يملك يدافع عمن لا يملك"، عملت المليشيات الحوثية التي ظهرت بشكل مكثف على "السوشيال ميديا"، لتدافع عن الوجود الإخواني في وادي حضرموت، بعدما احتشد أبناء حضرموت في ساحة سيئون للمطالبة لإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى وتوجيهها إلى جبهات القتال ضد المليشيات الحوثية الإرهابية.
يُفهم الدفاع الحوثي عن المليشيات الإخوانية، بحجم استفادة المليشيات المدعومة من إيران، من وجود المليشيات الإخوانية في حضرموت، باعتبارها موقعًا تتخذه الشرعية لتهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية، وأحدث عمليات التهريب تم افتضاح أمرها قبل أيام عندما وصلت سفينة إلى حضرموت على متنها حاويات أسلحة، قال ناشطون إن وجّهتها المليشيات الحوثية.
الدفاع الحوثي عن الإخوان يعبر من جديد حول حجم التخادم بين هذين الفصيلين الإرهابيين، وهو تخادم ضاعفت الشرعية من وتيرته في عملية ابتزاز موجهة ضد الجنوب والتحالف العربي، بعدما فشلت في احتلال الجنوب، حيث كان ذلك هو الهدف بالنسبة لها مع السماح للحوثيين باستمرار نفوذهم شمالًا ومن ثم يتم توزيع الأرض فيما بينهما، مع تهميش كامل للقضية الجنوبية.
بلوغ التخادم الحوثي الإخواني هذا النحو يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات ربما تتضمن تكثيفًا في التحركات العدائية التي تشنها الشرعية الإخوانية في حربها ضد الجنوب، وهو أمرٌ يبقى مُرشّحًا بقوة بعدما نجحت مليونية سيئون في حضرموت في تحقيق أهدافها وإيصال رسائلها، على الرغم من عمليات القمع التي ارتكبتها الشرعية الإخوانية ممثلة في إرهابيي المنطقة العسكرية الأولى التابعة للإرهابي المدعو علي محسن الأحمر.
مواجهة هذه المخاطر تتطلب ضرورة التسريع من تنفيذ مطالب مليونية سيئون، وتحديدًا فيما يخص إزاحة عناصر المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت على وجه السرعة، مع نقل مهام حماية حضرموت لقوات النخبة الحضرمية، وانتشارها في كل المناطق هناك، بما يعمل على قطع شريان الإمداد للمليشيات الحوثية ليكون خطوة أولى ورئيسية دفعًا نحو كبح إرهاب المليشيات الحوثية بعدما استفادت كثيرًا على مدار الفترات الماضية من نفوذ مليشيا الشرعية الإخوانية في الوادي.
*- شبوة برس ـ المشهد