من جديد، عبّرت حضرموت عن نفسها، برهنت على هويتها الجنوبية، انتفضت في وجه المليشيات الإخوانية، للمطالبة بإخراج إرهابيي المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت.
حشود سيئون اليوم حملت رسالة واضحة وصريحة، بأن الجنوب لن يرضخ مطلقًا، وأنه لا وجود لمليشيات قوى صنعاء على أراضيه، وأن مسألة تحصينه من المليشيات الإرهابية المارقة خط أحمر لا يضاهيه أمرٌ آخر.
إرهاب الشرعية وُجِّه تجاه الحشود الجماهيرية الجارفة، حتى منذ قبل انطلاقها، سواء عبر استحداث نقاط مسلحة لترهيب المواطنين وارتكاب جرائم استفزازية لدفع المواطنين عن العزوف في المشاركة في الفعاليات.
الزخم الجماهيري يأتي بالتزامن مع "هبّة حضرمية" مثارة منذ عدة أسابيع أيضًا، تطالب بإخراج المليشيات الإخوانية الإرهابية من حضرموت وتوجيه هذه العناصر إلى جبهات القتال مع المليشيات الحوثية الإرهابية ووقف تهريب ثروات المحافظة من النفط.
كل هذا الذي تشهده حضرموت وصولًا إلى "حشود سيئون" يؤكّد دائمًا أنّ حضرموت هي المُعلّم، فهي على الصعيد الجنوبي تمثّل نبراسًا للكفاح النضالي الجنوبي من أجل استعادة الدولة وفك الارتباط، وأن حضرموت هي عمق وروح الجنوب ولا تغرد خارج سربه ولا تتنازل عن هويته.
حضرموت علَّمت أيضًا الطرف الآخر المعادي للجنوب، وهي الشرعية الإخوانية، التي لطالما وضعت حضرموت على رأس الاستهداف من أجل ضرب مفاصل الجنوب، لكن مؤامرات الشرعية كانت سرعان ما تتبدد ويُفتضح أمرها.
فعلى الرغم من الحشد العسكري الضخم من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية، وكذا الاستهداف السياسي واسع النطاق، إلا أنّ حضرموت علّمت الشرعية الإخوانية أنها عصية دائمًا على الاستهداف، وأن مساعي ضربها أمنيًّا أو سياسيًّا أمرٌ لن ينجح بأي حالٍ من الأحوال، لتبقى حضرموت دائمًا هي "المُعلِّم".
*- شبوة برس ـ المشهد العربي