التناولات الإعلامية لحادث السير الذي أودى بحياة الدكتورة ميداء عبدالله ناصر المحاضرة في كلية الحقوق جامعة عدن، تؤشّر إلى نيّة مسبقة لدى البعض لتحميل المسؤولية للعسكر. او لعلّها قناعة ترسخت لدى قطاع واسع من المواطنين، بعدم أهلية سائقي المركبات العسكرية "نتيجة لممارسات غير سويّة اثناء سواقة الأطقم العسكرية".
في كل الاحوال كان المفروض على هذه المواقع بعد أن أظهرت كاميرات المراقبة أن سبب الحادث كان خطأ في القيادة من قبل الفقيدة، الإعتذار للأجهزة الأمنية في عدن، ونشر الحقائق الجديدة ... ولكن الغريب أن البعض حتى بعد بيان الحقيقة، راح يفتّش عن مبرر آخر لتحميل العسكر في عدن مسؤولية الحادث!
يقولون إن الفقيدة ماكان لها أن ترتكب الخطأ في القيادة، لو كان منح "رخصة السواقة" يتم وفق الإجراءات السليمة! يعني يا عساكر عدن التهمة "سابطة" فيكم في كل الحالات !! يا عساكر عدن! تفقدوا عماركم ليش الناس "تحفّر بعدكم "!.
هذه الحادثة تذكّرنا بحكاية كتبها الأديب الهندي بشام ساهني. يقول بشّام: في أيام الطفولة كنت أسرق سجائر من أبي، فكان أبي يلاحظ النقص في علبته ، وكان يوجه أصابع الاتهام إلى أخي الأكبر و يوسعه ضرباً ، دون أن يشك بي البتة... على الرغم أن أخي الأكبر كان يقسم لأبي بكل المقدسات ، لكن أبي لم يكن يصدقه ، وَ في إحدى المرات نصب أبي كميناً وأخذ وضعية النوم ، ينتظر مجيء أخي لسرقة السجائر، حتى يقبض عليه بالجرم المشهود. لكن المفارقة أنه ألقى القبض عليّ ودون أن يفعل لي شيء، قال: أنا متأكد أن أخاك الأكبر هو من بعثك لتسرق له السجائر فذهب وأوسع أخي ضرباَ مرة أخرى.