بعد وفاة أمير امارة الضالع ذلك الفقيد المهيب . شعفل بن علي شايف الاميري طيب الله . هناك من سالني ! من تتوقع ان يتولى منصب امارة الضالع بعد رحيل
رمزها التاريخي الامير شعفل بن علي شايف ؟ الذي رحل وقلبه يخفق بحب الوطن .
كان السؤال منطقياً وحتمياً بل وملحاً ! فهل تداعت اسرة الاميري لاختيار اميرا للضالع بعد رحيل رمزها الجليل ؟
وأعتقد ان الجواب قد ياتي على اشكال ومبررات بل وتفسيرات ، ومنها ان الظروف في الوطن ليست مواتية لاقامة شخصية في الضالع ، بعد غياب طال اكثر من نصف قرن ، وفي ظل التوترات الامنية .
وهناك من يجيب فيقول ان هناك حوارات تدور لاختيار احد الشخصيات من الاسرة ، وسوف لن يطول الامر في اعلان هذه الشخصية ، بل ان المسالة هي مسالة وقت وليس الا .
واتوقع ان الغياب والاقامة في الخارج بل والابتعاد عن الوطن لسنوات طويلة ، ليس مبرراً لان يغيب عن الضالع رمزها القبلي الذي يشمل المرجعية القبيلة ولا يتعارض هذا مع قوانين الادارة والحكم في المحافظة .
تذكرت واستندت في توقعي هذا وضع بعض الطوائف والأقليات في العالم ، فلها تلك الطوائف والجماعات اميرها او مرجعيتها ولا يشترط ان يعيش بينهم بل ان يبقى على تواصل معهم من اي موقع في العالم .
من هذه الشخصيات على سبيل المثال -رغم اختلاف التشبيه وعدم قبول البعض بطرحي هذا المثل - فلقد علمت ان امير جماعة الاسماعيلية التي يزيد أعضاءها عن ١٥ مليون نسمة ويتوزعون في مناطق العالم من اليمن الى باكستان وايران والهند . هذه الجماعة عينت من يتزعمها بعد رحيل مرجعيتها وهو - أغا خان الرابع الأمير -كريم الحسيني -والذي يحمل الجنسية البريطانية ويقيم في فرنسا وهو من اصول باكستانية .
لذلك هناك من يقول في ان تقرر اسرة أمير الضالع في الخارج اختيار اميراً للضالع حتى بدون عودته وذلك لتعيد تاريخها البهي وحضورها الرائع في وعي وذهن الناس ، فسيرة هذه الاسرة جعلها او يتحتم عليها ان لا تغيب عن واجهة الاحداث .
صحيح ان الامور تغيرت ، ولكن مثل هذه الشخصيات الوطنية التاريخية لها إسهاماتها ودورها
وهناك من عاد من السلاطين والامراء ومشايخ الجنوب وأقام وأرسى سفنه في مرافىء الوطن ، وهناك من سيعود فملاذنا هو وطننا وليس سواه.
بالامس رحل السلطان فضل بن محمد بن عيدروس العفيفي طيب الله ثراه . فكان ان طلبت يافع ان لا يترك موقعه خالياً بعد ان يوارى الثرى . وهكذا فقد عين ابنه الامير - نايف ابن فضل عيدروس - سلطانا على يافع بني قاصد وبعد دقائق من مواراة والده الثرى .
لا يعني البعد الجغرافي انه سيحول دون تعيين أميراً للضالع . واذا كنت قد سالت لماذا التاجيل في هذا التعيين؟ فهناك الكثير من سالوا مثلي وسؤالهم مبعثه التقدير والمودة والصدق .
على ان الوقت يسرق منا لحظة القرار ، وعلينا ان نواكب الوقت بل نستبقه . والله من وراء القصد .
فاروق المفلحي