إذا لم نسمي الأسماء بمسمياتها الحقيقية لن نخرج من دوامة التخوين والتشكيك وتوزيع صكوك الوطنية لهذا أو ذاك ونخسر بقية الشعب بهذا السلوك السلبي، من خلال وضع معايير ومقاييس خاطئة من لم يكن معي فهو ضدي، هناك من ينتهز الفرص ليعبر عن فرحته أو إستيائه أو غضبه أو حتى توجهاته، أو يريد أن يوصل رسالة للكل قيادة وشعب.
من ينكر هذا الوضع الإقتصادي والمالي والمعيشي والأمني المأساوي الكارثي المزري مستفيد من إستمراره ، ما حدث في أمسية بطولة الناشئين وفوز المنتخب اليمني أعتبره حدث عابر يجب تجاوزه وعدم التوقف عنده لفترة طويلة ، لن نستطيع أن نقول عن المنتخب جنوبي ولا شمالي ، لأن لاعبي المنتخب والفريق الإداري والفني يمثلون الجنوب والشمال حاليآ.
مشكلة القيادة الان أنها لم تصارح شعبها بحقيقة وضعنا الراهن إلى أين نحن ذاهبون وكيف نتصرف، وبالتالي من البديهي أن نعيش حالة من التخبط والانفصام بين الواقع و الهدف السامي الذي نسعى إليه بعودة الدولة الجنوبية القادمة، هذا التخبط أدى إلى حالة من التشظي والإستياء بين الجماهير الجنوبية ، مما أدى إلى بروز طبقات متفاوته بين الشعب ونحن بحالة ألا دولة ، وبروز تكتلات مناطقية وجهوية وشللية تعتمد على الولاء وليس على الكفاءات والقدرات والمهارات .
قد يكون البعض خرج ليهتف فرحا بالروح بالدم نفديك يايمن كحدث أني للمنتخب وليس موجها للساسة شمالا أو جنوبا ، وقد يكون البعض أراد أن يهتف نكاية بالمجلس الإنتقالي الجنوبي والوضع الراهن لعلى وعسى يسمع من به صمم ، وهناك أكيد من خرج ليخرج ما في سرائر نفسه للعلن لأنه وجدها فرصة لن تعوض مرة أخرى .
الخلاصة الشعب بالأول والأخير يريد أن يعيش حياة كريمة مستورة وسيهتف لمائة عام قادمة بالروح بالدم نفديك يا مخلصنا من هذا الوضع الإقتصادي الكارثي ، وإنقاذه قبل الوصول لحافة الإنهيار الوشيك القادم كما صرح وزير المالية سالم بن بريك قبل عدة أيام .
هتفوا للزعيم عفاش 33 سنة وتركوه بلحظة دون أن يشاركوه بمسيرة تشييع واحدة يتيمة تطالب بإكرام الميت دفنه والصلاة عليه كسائر موتى المسلمين ، نحن ماذا نريد كجنوبيين قيادة وشعب من هذه المرحلة ، وعلينا أن نعرف الآن وليس غدا ماذا نريد ، لكي نجتاز حالة التخبط والتخندق والتوهان التي نعيشها .
الكيل بمكيالين سبب حالة من الغضب والاستياء الشعبي الواسع، فرفع علم الوحدة ليوم أهون بكثير من رفعه بمذكرات وخطابات ومعاملات وزراء الإنتقالي وباقي المسؤولين الجنوبيين بصورة يومية ، إما أن يكون لنا موقف حازم وصارم مع الكل ، أو نتصرف بعقلانية وروية مع الكل دون إستثناء .