الانتفاضة التي اعلنتها حضرموت والتي كانت نتيجة تراكمات طويلة من الغبن والمرارات، هذه الانتفاضة اثبتت ان الناس بلغت مرحلة من الضيق والعوز ما شجعهم او أرغمهم على اتخاذ قرار إستحقاقي، تاخر كثيراً وهو منع قواطر النفط - الحضرمي-الخام من العبور الى خارج المحافظة.
شمل هذا الحصار والتوقيف السيارات التي تنقل الاسماك، من بحار وسواحل حضرموت التي استهلكت ثرواتها بسبب الصيد الجائر، وهناك اجماع في ان حضرموت وكل الجنوب كانوا كما يقول الشاعر.
كالعيس في البيداء يقتلها الظماء ..والماء فوق ظهورها محمولُ.
على ان هذه الهبة او الغضبة تحتاج الى مخرجات وحلول في كيفية معالجة هذه الاعداد الضخمة من القاطرات والتي حوصرت في المنافذ ومنعت من المغادرة، وهناك من شبه طابور القواطر المحملة بالنفط الخام ، شبهها بسور القواطر العظيم . لكنني أمثلها بحصار الثيران الافريقية المتوحشة في البراري دون مرعى او اسوار حماية او تصريف.
سوف تتفاقم المشكلة اذا لم تساعد جهات سواءً في حكومة الشرعية اى المحافظة او قيادات الانتفاضة بل يمكن ان تساعد دول التحالف فهي التي أوصلت الامور الى هذا المنقلب !تساعد في ايجاد حلول منطقية وعادلة.
والحقيقة انه ليس بالامكان ترك هذه القواطر التي تنقل النفط الخام في العراء، فليست مثل سيارات الاسماك حيث يمكن تحويلها الى الاسواق المحلية وبيعها بدلا من تركها تفسد في السيارات.
هنا على قيادات الانتفاضة عليهم ايضا البحث عن حلول ومنها ما نراه من مقترحات وهو فرض سعر بيع دون العودة الى حساب سعر الخام العالمي، بل فرض سعر تقديري، فاذا القاطرة تنقل ٢٢٠٠ برميل فيمكن فرض رسوم بيع وعبور ٢٠ دولار للبرميل ، وهذا يعادل ٣٣٪ من السعر العالمي لبرميل الخام على ان يطلق سراح هذه القواطر لتسعى في الارض .
هنا قد تنفرج ازمة تكديس وتوقيف القاطرات في عرض الطريق، وبحيث يستمر الضخ من الابار واستمرارية تحصيل الرسوم ، بعد ان علمنا ان شركات النفط في الحقول استنفذت طاقتها التخزينية في مواقع التنقيب وبالتالي ستتوقف عن استخراج النفط الخام .
هناك حلول اخرى وهو في الإفراج عن هذه القواطر مع دفع قيمة رمزية لكل برميل وتغادر هذه القواطر بحمولاتها الى مصفاة مأرب.
وهناك ايضا امكانية تصدير هذه الكميات من النفط المنقول على القاطرات الى اقرب ميناء وتصديره الى دول الجوار وبالتالي تستمر الحقول في الانتاج ثم النظر في كيفية تقاسم حصص البيع.
الاهم في هذا الامر ان لا يتوقف الانتاج في الحقول وان لا تتوقف القاطرات في عرض الطريق وان نفعل التفكير في ايجاد معادلة تضمن حق حضرموت في بترولها وبيعه بالطريقة التي تراها.
هناك سؤال ! اين مصفاة عدن وهي التي تعتبر صرح صناعي بترولي هو الاول في الجزيرة العربية ، فهل نشهد حلول لتصفية البترول الخام في مصفاة عدن ؟ فقد كانت هذه المصفاة تتولى تصفية الخام للسوق المحلية ولبعض دول المنطقة . ابحثوا عن حلول تحت قاعدة لا يموت الذئب ولا يفني الغنم .
فاروق المفلحي