مافي غير هذا الحل لوقف التدهور التسونامي للريال اليمني ، خرج علينا نائب محافظ البنك المركزي في عدن ( المحافظ التنفيذي الفعلي للبنك ) بلاءات بعيدة كل البعد عن مفهوم وقواعد إدارة البنوك المركزية التي تعتمد على الحيادية والمهنية مهما كانت الضغوطات والاملاءات والظروف والصعاب .
نقل مقر البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن كان خطأ فادح وجسيم وخدمة شيطانية لمليشيات الحوثي ، ذلك القرار حرر مليشيات الحوثي من مسؤولية صرف رواتب جميع القطاعات المدنية والعسكرية والأمنية في المناطق المحررة أو المسيطر عليها من قبل مليشيات الحوثي .
بذلك القرار تصرفت مليشيات الحوثي بكل ما تحتوي خزائن البنك المركزي اليمني في صنعاء من مليارات من الدولارات والريالات اليمنية وغير اليمنية وغيرها من المحتويات الثمينة بكل أريحية ، وورطونا ببنك مركزي خاوي على عروشه إلا من تريليونات الطبعة الروسية الكارثية ، وتحملنا رواتب ونفقات وإعتمادات مستندية لعموم المحافظات الجنوبية والشمالية.
في ظل تواطؤ واضح وفاضح من قبل المملكة مع شرعية الفساد ونهب المال العام من خلال إختلاس تاريخي لم تشهد له البشرية مثيل على الإطلاق بفتح حساب جاري في البنك الأهلي التجاري السعودي بالرياض لعائدات بيع شحنات النفط الخام اليمني وليس في البنك المركزي اليمني في عدن.
قلة خبرة المتواجدين في عدن ساهم بسرقة موارد عدن المالية على مرأى ومسمع منهم الى مناطق تعتبر متمردة بعدم توريد ما لديها من موارد مالية مركزية إلى بنك عدن المركزي كالمهرة ومارب وحضرموت وتعز وغيرها من المناطق المحررة.
لم يعد لدينا خيار غير إغلاق بنك عدن المركزي إلى أن تعود الدولة الجنوبية القادمة ، التمسك بالبنك المركزي الان هو تمسك بالفقر والجوع وسرقة موارد عدن المالية الى خارجها ، والريال اليمني أصبح ريالين كبير وصغير وفارق الصرف بينهما أصبح كبير جدا ، وبالتالي لا خيار أمامنا سوى إلغاء التدوال بالريال اليمني واستبداله مؤقتا بالدولار الأمريكي للحد من الفجوة المهولة بين الدولار والريال اليمني.
لا عملة وطنية جنوبية في القريب العاجل، ولا ريال يمني قادر على أن يحافظ على قدرته الشرائية للمواطنين، ولا بنك مركزي مهني يدير المأزق الذي يعيشه بمهنية وحنكة، بل زادها بلة بمزادات ثبتت سعر صرف السوق المحلي للصرافين، لا خيار أخر أمامنا غير هذا الخيار في ظل حكومة محاصصة جمعت مجموعة من الهواة الذين لا خبرات تراكمية ولا كفاءة في دوري المحترفين.
فاقد الشيء لا يعطيه، وإن أعطى كانت كارثة عطاياه الفساد والفشل وتدمير ما تبقى من أطلال هنا كانت دولة وشعب.