تتصاعد وتعلو الصيحات اليوم ضد الانتقالي، الذي كان ولا زال سيفُ الوطن الصقيل ودرعه المكين وكل تاريخه النضالي وعزمه وظفره وشموخه وفرصته السانحة .
اليوم بدأت اصوات المخلصين تعلو محذرة من تردد الانتقالي وضعفه وصمته المخيف. وما اقلقني هو صوت المحبين والغيورين، اما اصوات ونعيق الحاقدين فلم تزد الشعب ومجلسه الانتقالي الا شموخا ًوسموا ورفعة.
ما اسمعه اليوم هو النقد المرير لهذا المكون العظيم، الذي ترعرع في عمق الخنادق وجبهات القتال وبين اتون النار والدماء، ولكنه اليوم وهو في هذا الموقف يكاد يتهم بالتقصير بل وبضياع الامانة التي ابت ان تتحملها الجبال.
لم يبقَ في قوسٍ الصبر من منزع، وعلى الانتقالي الانفعال والغضبُ واعلان الفتكة البِكر. ولا خير فيه ان توانى او ان تردد او اطاع من اوصله الى هذا الدرك من الضياع والانكسار والتردد.
لا تكفِ الاجتماعات والقرارات والبيانات والتحسرات والمواعيد وطلب الصبر والترضيات العرقوبية وهذا الوطن بهذا الهوان المخيف. نعم هناك من لهُ اجندته في الجنوب ولكن ليس هناك من اجندات تمس شرف الانسان وحياته وقضيته وارضه وعرضه ووطنه ولقمة عيشه.
اليوم الاغتيالات تعودْ الى عَدْنْ مدينة السلام، تعود متسلحة بالسلاحِ الفتاك والمفخخات والعدو بيننا ومعنا ويرصدنا ويحصي كل انفاسنا ! ولا نعرف من ندين او من نواجه او من نحذر. وليس لنا في هذا الظرف المخيف، ليس لنا الا قرارنا الذي تأجل كثيرا وهو (الحسم) فنحن اليوم على المحك ولا ينبغي ان نقبل ان نكون ذلك الرقم الهامشي في مفاوضات ومناورات، ولا يجب ان نفرح ونهلل بزيارة مندوب او تصريح يهديه لنا وزير او عابر سبيل دولي او ننتظرُ ونتمنى قرارات من هيئة الامم المتحدة رغم كل هيلمانها وجلالها وهنجماتها.
لا خير ُفي الانتقالي اذا لم يغضب ولا خير فيه اذا لم يحاسب ويراقب ويرصد ويقرر بل وينفعل.
وعلى الانتقالي ان يتعلم الغضب ويودع الصبر والسياسة والمرونة والتسويف بمصير امة قدمت الدماءَ رخيصة لاجل حريتها ومستقبلها.
لا مناص على الانتقالي من الانفعال والغضبُ والجرأة في اتخاذ قرارات شجاعة وحاسمة، ترقى وتتساوى بقوتها مع أنصار الله الذين رموا بمخاوفهم وتردداتهم، وتحدوا وتشددوا وحققوا وعدهم، اقول هذا اختلفنا معهم او رضينا، فلهم سطوتهم وجبروتهم التي لم نجربها ولم نمارسها، لاننا تعلمنا الادب والطاعة والانصات.
الوقت ضدنا والزمن يأتي بفرصة ثم ترحل الفرص ولا تتكرر، هكذا ضاعت دول وشعوب وهكذا انتصرت دول لأنها فطنت الى المواجهة والرفض والعنت وتمسكت باللحظة المواتية فحققت مستقبلها وارغمت الاخرين على احترامها.
الشعب معكم عدد وعدة، والحق والحقيقة تناشدكم ان تثوروا على هذا الواقع المخيف. لماذا كل هذا الصبر ونحن نملك الحق ! ولماذا كل هذا البرود والشعب على جمر النار يتقلب! ولماذا كل هذا الادب مع من اساء ادبه لشعبنا وخانه واذله واهانه.
اليوم على الانتقالي ان يثأر للشعب ويتخذ القرار المصيري ويغضب، ويكسر قيد التردد الذي كبله واوهنه وشوه كل هيبته وتاريخه وشموخه.
فأما حياة تسر الصديق
واما ممات يغيظ العدا