نعم، فالشرعية تلفظ انفاسها الأخيرة على تخوم مأرب. ولا بواكي عليها، فبذرة الفناء كانت تترعرع وتنمو في كل أوصالها منذ بلوغها مرتفعات نَهم.
راهنت دول التحالف على حصان متهالك ومستهلك تصلبت مفاصلة وتضخمت كرشة لكثرة ما (يلهف) من سحت الطعام وما يعانيه من أسقام.
اليوم لم يبقَ الاّ إعلان موت الشرعية وقراءة سورة الحشر على ضريحها، ولقد رحلت كما قيل اليوم (فرسان بني خيبان ) من مأرب متجهة صوب ديارها ومضاربها وملاذاتها.
على ان الجميع كان يتوقع هذا المصير البائس وسوء المنقلب للشرعية، التي ادمنت التباهي والهنجمة، بينما هي ترزح تحت نير الخذلان والضعف والخواء والتراجعات.
كانت الشرعية على ابواب صنعاء واليوم هي على ابواب المطارات، تتلفت صوب السماء، حسيرة لترقب طائر العنقاء لينتشلها ويلوذ بها صوب مرابعها.
سبع سنوات من الحرب والانسحابات!
كانت طويلة كليل المريض، وكان الجميع يدرك هذا المصير، على ان الذاكرة لا تسعفنا لتذكر انسحابات في تاريخ الحروب في اليمن، كمثل هذه الانسحابات المهينة والمخزية ! رغم الدعم الهائل والمدد العظيم بالمال والعتاد.
لقد إستمرأت الشرعية الاسترخاء وعاشت الرخاء، بينما الشعب يعيش وعثاء الحروب وهوان الفقر والتشرد والضياع والفواجع.
ليس للشرعية بعد اليوم من شرعية، وعلى دول التحالف ان تتبرأ منها، فهي التي جلبت لها كل الويلات والمصائب واستنزفتها وخدعتها.
العيون اليوم بعد سقوط (العبدية) العيون اليوم تتجه نحو مدينة مأرب، وهناك من يتمنى تسليم هذه المدينة دون حرب شوارع، فليس بعد التطويق الا الإستسلام.
وعسى ان الحوار حول تسليم مأرب، يبقي لدول التحالف فرص المفاوضة ووضع بعض الشروط وان كانت شروط المضطر.
هناك سؤال بحجم الوطن! هل بسقوط مأرب سيعم السلام؟ هذا السؤال لن تجيب عنه دول الجوار، بل الدول الكبرى، في التحالف التي ساهمت في هذه المسرحية الطويلة وأوهمت بالعمل على الدعم العسكري والسياسي فخابت مساعيها بل مكرت وتلاعبت ودست.
اذن علينا ان نوجه انظارنا بعد سقوط مأرب ، صوب مجلس الأمن ! لنرقب ونصيخ الاسماع لما سوف تقرره الدول الكبرى.
فهذه الدول هي التي تبيعنا وتشترينا بثمن بخس في سوق النخاسة.
فاروق المفلحي