عودة رئيس الحكومة معين عبدالملك وبعض وزرائه الى عدن الثلاثاء، والتي مثلت بالتأكيد صدمة مدوية لكثير من المحسوبين عليها، وبالذات الأصوات المتطرفة، تكشف مما تكشفه من حقائق :
سقوط أكذوبة منع الحكومة من دخول عدن، فضلا عن طردها. كما تسقط بالوقت عينه قائمة شروط العودة التي ظل يطرحها جناح الصقور بالحكومة والشرعية طيلة خمسة اشهر، ومنها سحب القوات الجنوبية من عدن وأبين وتجريدها من اسلحتها،بل ان بعض الصقور ذهب الى أبد من ذلك حين اشترط إخراج الأنتقالي كاملا من عدن وليس فقط قواته.
… فمن طلعوا عاليا فوق الشجرة خلال خمسة اشهر وطفقوا يطرحون شروطهم التعجيزية الساذجة، وتصريحاتهم المصللة هم الآن بعد عودة معين وصحبه الى عدن بحاجة الى من يمدهم بسلُـم نزول من علو شجرتهم. فلا الحكومة ممنوعة ولا قائمة شروط العودة قابلة للتنفيذ وبالذات شرط سحب القوات الجنوبية إلا بما نصت عليه بنود اتفاق الرياض،- هذ الاتفاق على مساوئه وغموض بعض فقراته- بحسب التراتبية وبالمسارات الثلاثة: سياسي وعسكري امني واقتصادي. وقبل هذا كله تنفيذ الحكومة تعهداتها وواجباتها باطلاق الرواتب وتلتزم بانتظام صرفها كل شهر وإعادة الخدمات المتوقفة بفعل فاعل.
.
قلنا اكثر من مرة ان الانتقالي لم يعد له مشكلة مع هذه الحكومة وبالذات فيما يخص وجودها الامني بعدن، بعد ان بات جزءا منها، فأن كان لهذه الحكومة من خصوم حقيقيين وخطر فعلي على وزرائها ومسئوليها فهو من الجياع والضحايا الذين تسومهم هذه الحكومة عذاب الهون بكل مجالات حياتهم في عدن والمكلا وتعز وسيئون وتريم وشبوة وزنجبار ولحج وغيرها من مناطق البؤس والحرمان.