سر أنصار الله.. كسب الاعداء

2021-09-28 14:46

 

هناك من كتب ومستغربا في ان انصار الله وكأنهم يستخدمون السحر لجذب الاعداء وأمالتهم الى صفوفهم .

 

والحقيقة ان هذا موضوع مهم جدا، واكثر من نجح بذلك هو جلالة السلطان قابوس سلطان عمان طيب الله ثراه ، وذلك عندما امر السلطان باستيعاب كل ثوار ظفار في الجيش والدوائر الحكومية ، فحول الاعداء الى اصدقاء بل حولهم الى حلفاء وهناك من عينٍ بمنصب وزاري رفيع  .

 

فما هو السر في ان انصار الله يستلهمون هذه السجايا  فيستميلون الى صفوفهم اعدائهم ، بمنحهم الامان بل والمزايا  والرتب العالية !

 

والحقيقة ان هناك حالة من الثقة وهي معروفة ومتعامل بها مع انصارالله.  فهم اذا سامحوا خصومهم لا يغدرون ولا يخونون واذا خاصموا فهم لا يخفون عداواتهم ولا ويظهرون الود وفي الخفاء فيغدرون .

 

لم نتعلم هذه السجايا بل ان تاريخ الجنوب ما قبل الوحدة مليء بالغدر والخيانات والغل .

بل وكذلك تاريخ الحكم في الشمال ما قبل وصول انصار الله فقد كان يميل الى الغدر والكذب والتدليس والاغتيالات عبر العسس والجواسيس، سواءً في الجنوب او الشمال . بينما انصار الله يتعاملون بشفافية عجيبة ، فهم اليوم يستقبلون وفود من مأرب للتفاوض حول سلامة المدينة من التخريب وتجنب المدينة ويلات الدمار وحرب الشوارع ، كما  انهم يرسلون رسائل ودية لخصومهم في الجنوب ولا يميلون الى جارح القول والشتيمة .

 

لنتعلم هذه السجايا فالعداوات واسبابها وبواعثها ، قد تكون انفعالية ، وليس هناك من المعضلات ما لا تستطيع العقول الحكيمة والذكية التعامل معها .

 

اليوم تتعامل طالبان مع امريكا. بل وتتحاور معهم في دعمهم بالإعانات الدوائية والغذائية ،  بينما بعض الدول اذا شبت عداوة بينها وبين دولة مجاورة تطول العداوات وتمتد الى كل جوانب الحياة ، ولا صوت يعلو على صوت الغل والتحريض والحقد .

ديننا علمنا اننا اذا عادينا فلا نفجر واذا أُتمن المؤمن فلا يخون.  ومن الانصاف ان الشفافية لدى انصارالله  واضحة وجلية ، فحتى في اعداد القتلى الذين يسقطون في المعارك فأنصارالله ، يشيعونهم  بأعدادهم وباسمائهم ورتبهم دون خوف من قول الحقيقة في عدد الضحايا من قادة ومسؤولين .

 

لماذا إنتصرت طالبان وهم الشعث الغبر! بل ومرغوا انف امريكا وأهانوا كل دول التحالف؟  والسبب صدقهم مع الاخرين ومع انفسهم وعزوفهم عن الفساد والإفساد . هل الصدق هو سر الشموخ والنصر والسؤدد؟ نعم ومن الصدق ان تضع  نفسك مكان عدوك ، وتبحث له عن اعذار وأسباب للتصالح وتسامح . 

 

ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيم .

 

فاروق المفلحي