اتابع الحوار الجنوبي الجنوبي ، الذي تفتق ذهن الانتقالي وقادته على انتهاجه وتجربته ومع كل من يختلف معهم، من رموز وشخصيات وطنية جنوبية .
واذكر فريق الحوار الذي تم تكليفه ان من عوامل نجاح اي حوار هو البحث عن نقاط الوفاق وتحييد نقاط الاختلاف وتاجيلها . كما انوه الى اهمية عوامل الزمن والصبر فهي تساهم في تغيير المواقف والافكار .
ولن اتوقع النجاح في الحوار في غضون اسابيع او اشهر، وليتذكر اعضاء لجنة الحوار، ان اول ما يساعد على تخفيف الخلافات هو لجم التصريحات التي تنتقد بقسوة مع من يختلف معهم الانتقالي ، فلجم التصريحات النارية والاتهامات يساعد على ايجاد مناخ حواري مُلهم وصحي. اذن على الاعلام هنا ان لا ينزلق ولا يتهم .
الشيء الذي يجعلني اشعر بالثقة في نجاح الحوارات ، هو صدق توجهها وحسن اختيار الفريق المفاوض ، على انه من الاهمية ان لا نوصد باب الحوار في كل مراحل الحياة ، مع من نختلف معهم فالاختلاف من طبائع الحياة وفي كل مراحل التاريخ الإنساني .
هناك شخصيات جنوبية يختلف الانتقالي معها وربما لها بصمتها وتاثيرها، ولكنها آثرت الابتعاد ولهذه الشخصيات السياسية وجهة نظر علينا ان نتعلم الانصات لها ، والبحث بين ثنايا الحوار والاختلافات عن نقاط مُلهمة توفيقية، بل وعلينا ان نتعلم ان نتقبل وجهة نظر من نختلف معه وبحثها وربما قبولها اذا لم تشكل خللاً للثوابت الوطنية .
لكن هناك من يسأل وفي حالة التعنت والاصرار على المواقف فما العمل ؟ واقول انه في هذه الحالة علينا ان لا ننساق الى الشحناء او رمي التهم ، بل علينا ان نؤجل الحوار مع هذه الشخصية ، ونبحث عن حلول من بينَ ركامات الاختلافات على ان نبقي كل الابواب مشرعة لفرص حوار مستقبلية واعدة .
لنتذكر ان الحوارات لها مناخاتها وطقسها المؤثر. فقد تتسهل الامور بتأثيرات دولية ومواقف اقليمية وحالة من الاسترخاء في العدوات والمواجهات. هنا تتغير مواقف الشخصيات لان هبات الرياح تحتم على الربان تعديل الاشرعة او تغيير اتجاهاتها او طيها .
من ملهمات الحوار ان على المتحاورين ان لا ينساقون الى العداوات والتحاقدات وإستجرار الذكريات المريرة ، فطالما بينك وبين من تختلف معه فرص حوار وملتقيات فانت هنا ضمنت عدم الانزلاق الى مهاوي التربص والغل والانتقامات .
على ان آفة الحوار ان المتحاورين لا يصيخون الاسماع الى بعضهم حيث ومن اسباب نجاح الحوارات الاستماع بكل اهتمام وتقدير الى من نتحاور معه، بل وتقدير موقفه وعدم محاولة وضعه امام الخيارات الصعبة او إتهامه ومحاصرته في زاوية ضيقة .
افضل من يجيد الحوارات هم الاوروبيون ، فلديهم خبرات واساليب وقدرات على التحاور دون فقدان الصبرِ او القاء التهم جزافاً . ولهذا نجحت اوروبا في تشكيل اعظم وحدة لمجموعة دول تختلف في لغاتها وتاريخها وماضيها ومذاهبها ، فالاتحاد الاوروبي يعلم العالم اليوم ملهمات الحوار والتعاضد ودعم بعضه البعض دون الانزلاق الى استجرار الماضي البغيض في خطبهم واحاديثهم وحواراتهم .
تلهمنا ايضا في هذه الايام الصين الشعبية في الحوارات والأناء، فهي صبورة حليمة ومرنة مع الخصوم ، ورغم ما تعانيه من مكايدات فلم ترتكب الصين حماقات مع دول تكيد لها وتتلذذ في الكيد لها .
وتذكروا ان من اسباب نجاح الحوار الصبر ودبلوماسية الإعتذار .
فاروق المفلحي