نعرف جميعاً ان الحوار هو سر التعايش والتفاهم، وتجنب الخطأ وتحاشي المهالك . تحاور الانبياء مع اقوامهم ، وبل تحاور الله مع الشيطان ، على ان الحوار يعتبر كلمة ، وفي البدء كانت الكلمة .
وعن مشروع الحوار الجنوبي الجنوبي، فهو اليوم كما يقولون ( افوت من فروض الصلاة ) سبب اهميته ؟انه يلم الصدوع ويكفكف الدموع ويضمد الجراح المفتوحة والتي لم تلتئم منذ عشرات السنين .
ومع من الجنوبيون يتحاورون ؟ وهذا سؤال يعرف اجابته الجميع . فالحوار هو مع كل من نعيش معهم من شخصيات جنوبية مؤثرة ، ونختلف فيما بيننا وبينهم حول قضايانا الوطنية بل والعامة .
ومن المدهش ان الجنوبيين اهتدوا الى هذه المبادرة الحضارية بل والملهمة ، لانهم جربوا ( الحرد) والإختلاف والصمت المؤلم ، فوجدوا ان الحوار سمة حضارية، تلهم وتقرب وتسد الثغرات وتكشف ما في القلوب من مشاعر خوف وما في الضمائر من هواجس وظنون .
اليوم تتحرك شخصيات ( فيترانية) جنوبية، كلفها المجلس الإنتقالي لخوض الحوار مع شخصيات مهمة، ولها بصمتها على ملمح الوطن وتاريخه . هذه الشخصيات لا يمكن للوطن ان يستثنيها او يتجاوزها ، على ان على هذه الشخصيات العاتبة او الغاضبة ان تتفهم ان الحوار هو حول الوطن وليس خلاف على قضايا شخصية .
هل سيستجيب المغردون خارج السرب ويعودون الى سربهم ؟ والجواب انه من المبكر الإجابة على هذا لسؤال، لكن ثقوا ان الحوار يجب ان يكون طبعاً وسجيةً واسلوباً لحياتنا فلقد اختلفنا. فاقتتلنا ، وبدون الحوار فقد تترى جولات من الصراعات والمهالك سوف تسحقنا سحق الرحا بثفالها .
هناك من ترسخت قناعته بما يؤمن به ، وهناك من ارتبطت قناعاته مع جهات اثرت عليه بموقفها، فكان عليه ان يلتزم بذلك ، لكن تبقى هذه امور تحتمل المد والجزر ولكنها لن تغير مياه البحر ! وليس هناك من طاعة لمخلوق لعصيان الحق والوطن .
الايام تمرق كالرمل من راحتينا ، فلا نمارس العنت في حواراتنا وعلى الجميع ان يتنازل ، ولكن دون المساس بالثوابت . وان يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار .
فاروق المفلحي