المصالحة الجنوبية .

2021-07-02 09:19

 

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟ قالوا بلى ..قال إصلاح ذات البين . وفساد ذات البين هي الحالقة » أخرجه أحمد والترمذي وأبو داوود

وعلي أبن ابي طالب كرّم الله وجهه يقول،

وليس كثيراً الف خلٍّ وصاحبٍ

وأن      عدواً   واحداً     لكثير ُ

 

وأكثر من الإخوان يا صاح إنهم  عماد، إذا استنجدتهم، وظهورُ

 

بالأمس نقلت لنا الاخبار مجموعة من القرارات اعلنها الرئيس عيدروس الزُبيدي وكان -بالنسبة لي -  اهمها ( قرار تشكيل لجنة جنوبية للمصالحة ) ولقد اطلعت على اسماء المعينين ، وسرني ان حميعهم  يمثلون الوعي والدراية ويدركون  أهمية  رأب الصدع وعودة كل الطيور  المُنفردة الى سرب الوطن .

 

على ان الحوارات للمصالحة ورأب الصدوع ليست سهلة،  خصوصا اذا هناك جهات، تعطل مثل هذه المجهودات الخيرة وتشكك بالنيات الحسنة التي عبر عنها الرئيس عيدروس .

 

وعن الشخصيات والمكونات  المعارضة ! فهي كثيرة ولكنها وهذه حقيقة ، فهي ليست بذلك الثقل الذي يجعلنا في حالة عدم اعادتها الى سرب الجنوب،   في انها  ومعارضاتها  سوف تشكل مخاطر حقيقية على مسيرة الوطن،  الذي يتاهب اليوم وبكل ثقة لمد يد التسامح والمودة لكل جنوبي بل وكل من نختلف معهم سواء في صنعاء او  بعض دول المنطقة   .

 

وكما عبرت فأن المصالحات لا يجب ان تكون طموحاتها المصالحات  الجنوبية ، الجنوبية ، بل يجب ان تمتد ايادينا الى كل من اختلفوا مع الانتقالي سواء من ابناء الجنوب او من اخوتنا  في صنعاء . وعن صنعاء  فلا مناص لنا من الحوار معهم ، فنحن نتشارك معهم في الارض والجوار والهموم والمستقبل .ولا وزر لنا الا التصالح والتعاون والاخاء .

 

هناك من حدثني ان المصالحة لا تعني عودة هولاء المعارضون  بتلك العجلة او ان يتم تغيير مواقفهم لمجرد تدشين الحوار التصالحي ، فالامر اعقد من ذلك . فهناك اختلافات عميقة مع بعض الشخصيات السياسية  الجنوبية ، ولدتها خلافات وحزازات  سابقة وليس من السهل حلها لمجرد حوار  ومبادرة عابرة ورسم الابتسامات وبث الكلام المؤنس !

 

على ان المصالحة اليوم كما يقولون - افوت من فروض الصلاة -وهي وقد اتت في وقتها الحرج بل وفي وقتها المناسب ايضا .

وتذكروا ان المصالحات تحتاج الى ترضيات وجبر الضرر  وتنازلات وطرح ذكي ووساطات ودعم اقليمي بل وبعض التطمينات ولن اتجاوز القول ان قلت بعض تقديم التنازلات العملية او البراجماتية  . على انني كنت اتمنى ان تكون لجنة المصالحة تحت إشراف الرئيس عيدروس  مباشرة  ، وليس عبر جهات حتى يتم البت بما يستجد وما ينتج عنها مباشرة من قبله فالوقت لا يسمح بالبطء

والرتابة الإدارية مهلكة  .

 

ومن المهم التنويه له ، ان اعلان المصالحة الجنوبية لم يأتِ  من ضعف الانتقالي او عبر ضغوطات دولية او اقليمية ، فالانتقالي من الثقة ومن الثبات وقوة القرار ما يجعله في حالة رغبة بان يرى الجميع ضمن حاضنة الوطن .

وهذا الحوار لدليل ثقة وحسن نية ودراية ومهنية سياسية عالية  .

 

هناك من سيشكك وهناك من سوف ينتقد،  وهذه طبيعة الاشياء على ان المصالحات  قد يقتدى بها بل  هي  عدوى وقد تصيب هذه العدوى -المحمودة - صنعاء فتدرك ان عليها بدورها ان تحذو حذو المجلس الانتقالي ، في المصالحات فلقد اثخنت الحروب الوطن بكل الجراح الغائرة !

 

نحن جيل عشنا حروب ومصالحات سابقة ،  واذكر ان  صنعاء  وهي تعيش مضنيات  وفواجع حروبها في السبعينات   من القرن الماضي ،  وكيف إستلهمت الحوار مع الخصوم ودفعت بالتي هي احسن لترى خصومها وقد اصبحوا حلفاء لها .

 

اتوقع ان الايام القادمة ستكون بالنسبة للجنوب حافلة بالمستجدات الايجابية وان القافلة تمضي في ليلة - قمراء- تواكبها اهازيج الحُداة وعناية الإله .