تبدو الصورة الضبابية للحلول التي يجري تناولها خلف الكواليس حول الحالة في اليمن ولكن بالنظر إلى الأطراف التي تتباحث وللوسطاء الإقليمين والدوليين والدوليين ان ليس هناك من امل في انصاف شعب الجنوب باستعادة دولته واستقلاله وسيادته على كامل أرضه ماقبل عام1990 بعد فشل مشروع اعلان الوحدة بين اليمن والجنوب بل هناك روائح تشم عن إعادة طرح حلول ترقيعية سبق وأن طرحتها القمة العربية في دورتها المنعقدة 27/28 مارس2001 بالعاصمة الأردنية واوصت القمة لحلول مشاكل السودان واليمن بالفيدرالية شمال/ جنوب لمدة خمس سنوات واوصت بالفيدرالية في الحالة الصومالية بالفيدرالية.. كما أوصت بانسحاب القوات السورية من لبنان وقبلت السودان والصومال وسوريا الذي قال رئيسها بشار الاسد أن الحل يبدأ من حيث بدأت المشاكل من الجنوب العربي واليمن وسوريا ماعندها مشكلة ستسحب قواتها من لبنان لكن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اعترض وانسحب من الجلسة الختامية. أن نفس تلك التوصيات يبدو أن هناك جهود تبذل لاسترضاء الحوثيين والشرعية بها وفرضها فرضا على المجلس الانتقالي الجنوبي رغم أن الشماليين يرفضون الاعتراف حتى إن الوحدة تمت بين دولتين وشعبين وبلدين.. ان تكرار محاولات بعض قيادات الجنوب طرح موضوع الفيدرالية بين اقليمين وليس بين الشمال والجنوب وحدود 21مايو1990م من الأخطاء لتلك القيادات الجنوبية التي تعودت عليها على مدى أكثر من نصف قرن ومن شب على شيء يصعب عليه التخلي عنه وهو شايب.. وعلى الانتقالي الجنوبي أن يعي مصادر قوته التي تكمن في مصالح القوى الدولية في الجنوب وان هذه المصالح لابد لها من استقرار. وهذا لن يحدث اذا مارفض الانتقالي الجنوبي تلك الحلول المنتقصة من تفويضه وحق شعب الجنوب في استعادة دولته واستقلاله على حدود 21مايو1990م حتى وإن قدمت الشرعية والحوثيين جنوبيين وادعت أنهم يمثلوا الجنوب فالعالم يعرف جيدا مطالب شعب الجنوب وإذا لم يبصم الانتقالي الجنوبي تحت وهم الفترة الانتقالية فلن يكون هناك حل في الحالة اليمنية وسيضطر العالم للاعتراف بحق شعب الجنوب العربي بقيام دولته المستقلة كاملة السيادة وعلى كامل حدودها الدوليه المعروفة.
الباحث/ علي محمد السليماني