اعلنت امريكا اليوم اعترافها بأنصار الله كطرف شرعي . وهذا الاعتراف ياتي بعد ان بدات بعض الدول تفكر في تدشين حوارات مع انصار الله، وربما تمهيدا للاعتراف بهم وفتح سفارات لهذه الدول في صنعاء .
ولقد رشحت أنباء ان سلطنة عُمان ، تفكر في ذلك جدياً ، كما وان قطر لديها ما يشبه هذا التوجه . وياتي الاعتراف الامريكي اليوم والأخبار تتحدث عن تقدم انصار الله الى مشارف مدينة مأرب ، وهذا يعني ان طيران دول التحالف سوف يتم تحييده في هذه المعركة الحاسمة ، التي ستدور في احياء المدينة ، والتي يقال ان سكانها قد زاد خلال سنوات الحرب من مأة الف الى اكثر من نصف مليون .
على ان خبر الاعتراف الامريكي بانصار الله بمثابة المسمار الأخير الذي يُدق في نعش الشرعية، التي اصبحت خارج اللعبة بل مشلولة . وهناك ما بعد الاعتراف الامريكي من تطورات واهمها ان التحالف الدولي بداء طي مشروعه في تغيير الواقع الذي احدثه الانصار .
هناك ايضا متغيرات عميقة ستحدث بعد هذا الاعتراف! وهو الاعتراف الدولي بالمجلس الانتقالي ، تمهيدا لتدشين مفاوضات ثنائية بين الجنوب والشمال . وهناك توقعات ان الشرعية وقواتها وقياداتها في الخارج وفي مأرب وما حولها ، بل وفي الساحل الغربي سوف تقبل باي تسوية سياسية فليس لهم من خيارات غير القبول من الغنيمة بالإياب .
هل ستعلن بعد سقوط مأرب مبادرة لوقف اطلاق النار المستدام وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ؟ هناك من يتوقع ذلك وخلال الاشهر القادمة .
هل نستطيع ان نقول ان الحرب تطوي ايامها الاخيرة ؟ نعم هناك اكثر من محلل تحدث عن ذلك فلن يبقى بعد سقوط مأرب المتوقع ، من ارض ومواقع هامة تحت سيطرة الشرعية ، بل ولم تعد للشرعية اليوم من اوراق بعد ان خسرت الرهان واصابها الهوان .
صحيح ان انصار الله سخروا من الاعتراف الامريكي ، مع ان الجميع يعلم ان امريكا قد كرست بهذا الاعتراف التعامل الندي معهم ، وهي امنية كان يتمناها الانصار ، واتت عبر جهود ووساطات دولية حثيثة .
على ان المواطن في اليمن سواء في الشمال او الجنوب لا يتابع الانتصارات ولا الاعترافات فلقد تواضعت امانيه ، وما يتطلع اليه المواطن ، هو حالة من الامان والسلام بعد اطول حرب متوحشة عاشتها اليمن عبر تاريخها الحديث والقديم .