تابعت بإهتمام الكلمة التي القاها اللواء الركن احمد سعيد بن بريك .رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية . وذلك في يوم افتتاح الجلسة لانعقاد - الجمعية الوطنية الجنوبية- وكانت الجلسة تحت شعار- إستكمال اتفاق الرياض مطلبنا . واستعادة الدولة غايتنا-
وتزامن هذا اليوم الجمعة مع قرار المجلس الانتقالي في الجنوب اعلانه - تعليق مشاركته في إتفاق الرياض - وهذه خطوة حاسمة وجريئة وسيكون لها ما بعدها .
والحقيقة فان الخطاب كان من القوة والثقة والرصانة ما يجعلنا نشعر ان القادم سوف يكون حافلاً بكل جديد ومثير . توقفت امام جملة ذكرها اللواء احمد سعيد بن بريك ومفادها - اننا في ربع ساعةالاخيرة - وما فهمته من العبارة .ان الجنوب قاب قوسين او ادنى على إتخاذ قرارات وطنية حاسمة ووشيكة .
تحدث - بن بريك - بثقة ووجه حديثه الى - انصار الله- في الجمهورية العربية اليمنية . وشدد على اهمية التعاون من اجل احلال السلام بين البلدين ، ومثل هذه التصريحات مهمة جدا وحصيفة وتتسم بالحكمة، فالوحدة وان فشلت سياسياً فلا يجب ان تفشل اجتماعياً واقتصادياً . فنحن شعب واحد بهويتين كما هو شعب الخليج . شعب واحد بهويات متعدده، كما اننا امة عربية واحدة لا يعذرها الزمن من ان تشكل مستقبلاً اتحادها العربي ، إسوة بدول الاتحاد الأوروبي .
والاقتصاد هو الاساس ومصلحة المواطن هو همه الاول ، فما بين امريكا وكندا من علاقات اجتماعية واقتصادية تتفوق على اعلان الوحدة . وما الوحدات الحقيقية الا تعاون وتفاهم وتسهيلات في التنقل والتجارة ، وهذا ما يجب ان يبشر به الساسة في الجنوب والشمال .
وعودة الى التطورات على الساحة الجنوبية فاليوم قرأت ان المجلس الأنتقالي اعلن -تعليق مشاركته في اتفاق الرياض- وهذا يشكل متغير كبير ، سوف يخلص الجنوب من مهام كانت تثقله وتعضله، ليتفرغ لهمومة الكبيرة والمصيرية .
تزامن مع انعقاد الجلسة للجمعية الوطنية الجنوبية ، حملة قوية وصارمة في منع حمل السلاح . كما ان هناك توجه واثق لتخليص كل المحافظات الجنوبية من سطوة -المغرر بهم -. وهكذا على اعلام الانتقالي ان يختار عباراته التي تلوم ولا توغل في القول ،رغم ما يقومون به من ويلات ، فهم في الحقيقة قد غُرر بهم .
تطرق اللواء بن بريك الى عجز المكونات الجنوبية الاخرى عن ايقاف مسيرة الجنوب كما ان الحقيقة الناصعة ان هذه المكونات واهنة وضعيفة ولا تحمل قضية بل ولا تملك شعبيتها الراسخة ، ونصح من يدعم تلك المكونات ان -يوفروا فلوسهم وجهودهم ! فكل تلك المكونات هامشية وفي تصوري الشخصي انها لزوم ما لا يلزم .
كرر اللواء بن بريك دعوته للمحافظ - احمد لملس - ان يركز جل إهتمامه ووقته لحل معضلة تدهور الخدمات في العاصمة عدن ، والحقيقة فان عدن هي - البارومتر- وتشكل قوة الانتقالي او ضعفه ورشده او غوايته وعدن هي عنوان النصر .
على ان الشيء الذي استطيع ان اجمله بكلمتين ان المجلس الانتقالي اليوم لم يعد يثق -بالشرعية- فقد اثبتت الاحداث والوقائع على ان الركون عليها هو الإفلاس والضياع والهوان .
فاروق المفلحي