بين العاصمتين مسقط وصنعاء حالة ود وثقة متنامية ساعدت هذه العلاقة في بعث أمال السلام الذي تتوق اليه كل دول المنطقة .
والحقيقة ان العراق بدورها ساهمت ولا زالت تساهم في تسوية للحرب التي استنزفت دول التحالف وادمت اليمن .
اليوم عاد الوفد السلطاني الى مسقط بمعية المفاوض محمد عبد السلام ، بعد ان زاروا مقر عبد الملك الحوثي في صعدة ومن خلال مكوث الوفد ولمدة اسبوع نستشف ان هناك ما يوحي بتنازلات ثنائية بين دول التحالف وانصار الله .
هناك من كتب وشكك في ايجاد تسوية واعلان وقف لاطلاق النار واعلان سلام مستدام ، ولسنا مع هذه الحالة من الشكوكية فكل الحروب تنتهي بها الامر الى طاولة المفاوضات .
لنبحث معا في كل الحروب او معظمها فقد انتهت بعد ان تعبت الاطراف وبعد ان ادرك المتحاربون ان لا جدوى من تلك الحرب .
كنت اتابع الحرب الشرسة التي اندلعت بين اذربيجان وارمينيا ورغم شراستها وتدخل تركيا لدعم اذربيجان ، الا ان الحرب المدمرة توقفت وبسرعة بعد ان ادركت الدول انها ستدمر الاوطان وما الحروب الا محارق لا تبقي ولا تذر .
وهناك حرب ايضا اندلعت في القرم بين روسيا الاتحادية وجورجيا ، وهي الان في حالة سبات .
اذن لدينا امثله على انه اذا وجدت الارادة وجد الحل .
عن رفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة والصليف ، فهناك من يعتقد ان المبادرة السعودية يمكن تعديلها بحيث يبتكر الوسطاء معادلة ترضي الجميع -فلا يموت الذئب ولا يفني الغنم -
لكن ما اتوقعه ان الوفد العماني بل ووفد انصار الله في مسقط ، توقعي انه يعمل ضمن وفود تبحث في شروط وقف اطلاق النار فربما تتواجد ايران فضلا عن أنصار الله وربما ممثل لامريكا والامم المتحدة ، بل وهناك توقع قوي بحضور مندوب للشرعية .
إذن طالما وهناك مفاوضات فهناك من يتمنى تخفيف الحرب او - تبريدها- فاستمرار المعارك الضارية في الجبهات واطلاق المسيرات يخلق حالة من التوتر والتصلب تنعكس على اجواء المفاوضات وتعكر صفو الاجواء.
على ان العرب بصدق لا يجيدون المفاوضات فهم سريعي الصرعة ولا يملكون النفس التفاوضي الذي يتمتع به الغرب في بحث قضاياهم الشائكة بتفهم وصبر وروية وحسن الظن ، بل ومن عيوب العرب ان التنازلات ضعف وهذا ما نستطيع ان نطلق عليه حالة - العناد - او الطيش .
وعن الحروب فان اول من يهلل لها هم القادة والعسكر والساسة لانهم وفي حمأة الحروب يتالقون ويهيمنون ويتغطرسون ، كما ان الحزن والالم لا يطالهم ، فهم في ابراجهم العاجية يتنفسون العطور بينما الشعب يتنفس تحت الماء .
فاروق المفلحي