المتتبع لتصريحات وزير النقل اليمني السابق صالح الجبواني سيعرف جلياً أنه بدأ يفهم الوضع بواقعية بعيداً عن الشعارات الهلامية التي كانت تسوقها جماعة الإخوان وكان الجبواني يرددها بتعالي هو ووزير الداخلية السابق أحمد الميسري.
قبل أيام صرح الجبواني أن الزبيدي يتصرف كرئيس دولة ويصدر قرارات بتعيينات في مناصب سيادية عسكرية ومدنية وتصريح كهذا يعتبر شهادة مهمة لمكانة الزبيدي عند الخصوم السياسيين قبل الأصدقاء وجاءت من شخص الجبواني الذي كان يعول عليه الإخوان ولوبي قطر ويعتبرونه الورقة الرابحة وجواز السفر الذي سيدخلهم عدن، وفتحت قطر له خزينتها المالية وصرفت المليارات لتجنيد الشباب في معسكرات شبوة خارج أطار الدولة للزج بهم في معارك أبين التي خسروا فيها أعداد كبيرة من القتلى من القيادات والجنود دون أن يتقدموا حتى شبر واحد.
تصريح ثاني أعترف فيه الجبواني أنهم ضعفاء أمام الإنتقالي الجنوبي وأن معظم الشماليين يقفون في صف الإنتقالي وضد التحركات المشبوهة للميسري والعيسي ومحروس وغيرهم وهذا تأكيد على أن مشروعهم فشل وأن لا أحد يدعمهم ولا توجد لهم حاضنة شعبية لا في الجنوب ولا في الشمال.
ويضيف الجبواني في تصريحات أخرى أن الرئيس هادي لا يستطيع إقالة رئيس الحكومة معين عبدالملك وتنبى الجبواني بنهاية مايسمى الجيش الوطنني وبإجتثاث ميليشيات الإخوان وإنهاء تواجدهم في أبين وشبوة وحضرموت وقال بالنص “أنه في مرحلة لاحقة سيكتب ملحق في إتفاق الرياض تُنقل بموجبه سلطات هادي إلى معين لتنفيذ ما تبقى من الإتفاق وستتم تصفية الجيش في أبين وشبوه تحت يافطة الدمج”.
هذه التصريحات المتواترة لصالح الجبواني تعكس الكمية الهائلة من خيبات الأمل التي جنتها ميليشيات الإخوان جراء سياساتها الإنتهازية الفاشلة التي أوصلت بالبلاد والعباد إلى الهاوية حتى أن اليوم أصبحت المشاورات التي تجري في مسقط ودول أخرى تقدم سيناريو الإطاحة بما يسمى الشرعية اليمنية على كل الملفات وكبداية مقبولة لحل عادل للأزمة اليمنية.