تابعت كما تابع كل الوطن من أدناه الى أقصاه ، خطاب الأخ الرئيس - عيدروس قاسم الزُبيدي - والذي اوضح ورسم من خلاله معالم الوطن ، وكانت الجملة المفصلية - نحن ماضون في إستعادة دولة الجنوب الفدرالية بحدود ما قبل ٢٢ مايو ١٩٩٠م .
إذن لم يعد بعد اليوم من لا تسكن الطمأنينة قلبه والثقة في نفسه، فهنا ما يجعلنا نشعر بان مسيرة الكفاح قد اتت بإنتصاراتها
الحاسمة . وامام إنهيارات قوى الشرعية المتتالية هناك قوة تعاظمت وتسامقت وأصبحت تشكل الرقم الصعب في اي معادلة ، وهي القوات الجنوبية التي اكتسبت زخمها وعنفوانها من خلال التضحيات الجسيمة .
تطرق - الرئيس عيدروس - الى ان هناك توجه دولي للتعامل مع الوطن الجنوبي ، وهذا يعني انه عاد من جولاته التي أُعلنت والتي لم تعلن ، بما يجعله يطمئن ان حل الدولتين اصبح الحل المثالي والحل الذي كان يتوق له الجنوب منذ عدة اشهر من اعلان الوحدة وما حرب ٩٤م الا إكتمال الخدعة واعلان السطوة وإحكام القبضة .
وما اوضحه- الرئيس - انه وعلى الصعيد التنظيمي عمل المجلس على استكمال بنيته التنظيمية وتشكيل هيئاته المختلفة المركزية والمحلية، وبات حضوره فاعلاً في كافة مدن ومناطق الجنوب، وفي العديد من الدول المؤثرة في صناعة القرار الإقليمي والدولي .
وأضاف أنه قد نجح المجلس الإنتقالي في فتح كل الأبواب التي ظلّت مُوصدة أمام قضيةالجنوب وتمكن وخلال ثلاثة أعوام فقط في أن يفوز بإعتراف الأصدقاء وقبل ذلك الخصوم الذين سعوا إلى وأده وإضعافه، وها هو اليوم يقف شامخاً ومتماسكاً .
كما أكد الرئيس في كلمته الى ان - المجلس الإنتقالي- لقادر على تحمل مسؤوليته في إدارة الوطن بكل ثقة وإقتدار ، والخطاب بمجمله هو رسم تصور لملامح الوطن الجنوبي الذي يتأهب في القريب العاجل لإعلان هويته .
ومن اليوم لنبداء الحوار المفتوح مع الجميع ، على ان -انصار الله -هم في طليعة من يجب ان نفتح الحوار معهم وعبر كل الطرق . وعلينا ان نطرق الابواب الموصدة والحقيقة التي يجب ان لا تغيب عن وعي - انصار الله - ان المجلس الإنتقالي هو الاكثر فهماً وصدقاً وثقة ًمن غيرهم من كل المكونات في الداخل .
كما ويحتاج الفرقاء في البلدين الى وسطاء وحكماء من دولتين محايدتين لادارة الحوار كوسطاء وهما - روسيا الإتحادية- وسلطنة عُمان - ثم نشرع في حوارات مباشرة ، وعلينا ان لا نستعجل وان ولا نيأس من لغة الحوار ان طالت وان لا ننزع الى الملل او القطيعة .
وبعد هذا اليوم وعلى من غرد خارج السرب ان يعود الى السرب ، ومن لازال يبحث عن مؤشرات قوية تقنعه بمصير الوطن ، فعليه ان يزيل الشك من وعيه - الهش - ويقف مع الحق والوطن ومن كان في أذانه وقر فليس علينا ان نسمع من غلبه الصمم .
ونصيحة ان لا تطلقوا العنان لأبواق الإعلام لتعمق الفُرقة والغِل والشحناء بيننا وبين الاشقاء ، وللنشد المصالحة مع الجميع فلا يجوز لنا ان نقصي أو ننبذ ، على أن من شككوا وسخروا من تحقيق نصرنا ، فلقد خانهم حدسهم واوهمهم من دس عليهم ولقد خاب من دساها .
فاروق المفلحي