نسائم السلام تهب على الوطن

2021-05-03 00:15

 

نعم تهب في هذه الايام - نسمات السلام - فقد وصل إلى العاصمة العمانية مسقط  اليوم المبعوثان إلى اليمن الأميركي تيموثي ليندركينغ ، والأممي مارتن غريفيث، قادمان من الرياض، تزامنا  هذا مع زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود إلى عُمان، حيث تتواصل الجهود السياسية لإيجاد حل لأزمة اليمن، وما نراه من توترات وهجمات  هو ما قبل اعلان وقف اطلاق النار  لتقوية الاوراق التفاوضية لكل طرف  .

 

وعن - معارك مأرب-  فسوف تتوقف كما يتوقع الكثيرون ، على انها لن تكون لصالح الشرعية ، بل ان الشرعية تطوي زمنها وتتاهب لحل نفسها فلم يعد معها ما تتفاوض من اجله ولست بصدد الندم على  تراجع الشرعية وهوانها ، فالشرعية استهلكت واستنزفت الحلفاء فسارت  بظلفها الى حتفها ، ولا بواكي عليها .

 

هناك من يتوقع ان هذه المحادثات وهذه الزيارات المكوكية الى مسقط ، ما هي الا انعكاسات للمحادثات التي بدات قبل شهر بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الإسلامية والتي مهدت لها العراق .

واليوم علمنا ان المحادثات السعودية الايرانية سوف تستمر عبر سفراء الدولتين ، على ان ولي العهد السعودي -سمو الامير محمد بن سلمان- قد اشار  قبل ايام في تلك المقابلة التاريخية  ، اشار الى اهمية التعاون بين السعودية وايران كجارين  ، كما اشار وزير الخارجية الايراني

محمد جواد ظريف على اهمية الحوار المباشر بين ايران ودول الخليج .

وقبل أيام وفي مسقط أكد وزير الخارجية الإيراني - محمد جواد ظريف- خلال لقائه الناطق باسم انصار الله   - محمد عبد السلام البخيتي -  في العاصمة العمانية حيث عبر - ظريف- بترحيب طهران بوقف إطلاق النار وانطلاق مفاوضات يمنية يمنية .

 

اشعر ان  النسائم تهب من كل الجهات ، فلقد استمعت الى كلمة الرئيس الايراني لشعبه هذا اليوم الاحد، بان المحادثات في جنيف سوف تفضي الى العودة الى الاتفاق وتدشين لمرحلة النمو والرخاء الاقتصادي  .

 

على ان هناك سؤال صعب وجوابه اصعب ! وهو كيف سيكون وضع الجنوب ؟ واتوقع ان الجنوب في المستقبل القريب سوف يدشن حوارات شفافة مع انصار الله في صنعاء ، بغية العودة الى وضع ما قبل الوحدة . وهذا يعني  بدء الحوار حول فكرة  الحكم الذاتي تمهيدا لفك الارتباط  بل  وهناك من يفضل بل يتمنى بحث اعلان - سوق مشتركة- بين البلدين ، مع حرية السفر والعمل والاقامة وهذا ما كان قائما أثناء فترة الاحتلال البريطاني للجنوب .

 

هناك ايضا  من يتوقع تسوية وحل للمناطق المحايدة بين البلدين لاستغلال احتياطات مهمة من الغاز والبترول ، وهناك مناطق بحرية للصيد بل والتنقيب يجب ان تفكر الدولتين في ان تكون  مناطق مشتركة وان لا نختصم ومن العقوق التمسك بكل الحقوق  .

 

اذا انصفنا  اخوتنا في الشمال وتعاملنا معهم بشكل ودي فسوف يأنسون لنا بل وسوف نكسب الشعب فهم في الاخير من سيقبل في فك الارتباط الجنوبي طالما وهناك مساحة للعيش معا كشعبين بحكومتين ضمن سوق مشتركة .

 

ما ردده في المقابلة اللواء - احمد سعيد بن بريك- وبثته الفضائية - الغد المشرق - حيث اشار الى اننا نمد ايادينا  بالسلام الى انصار الله ، فهو بهذا  يعبر عن ثقة وعن دراية وحنكة ، وكم نحتاج الى مثل هذا الحكمة  فبها تطمئن النفوس والاوطان .

بالأمس عاد الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي الى عدن . عودته ليست لمكافحة جائحة الكورونا او لحل مشكلة السيول المتوقعة بسبب موسم الامطار ! بل لاعداد الامة الى استعادة الوطن . نحن على تماس مع الوطن .

 

فاروق المفلحي