في ملتقى رجال الاعمال الذي انعقد قبل ايام في عدن ، إستمعنا الى كلمة ضافية شفافة ، القاها معالي وزير الخدمة المدنية الدكتور عبد الناصر الوالي .
تطرقت كلمة الوزير الى مناشدة رجال الاعمال من ابناء الوطن الى دعم اقتصاد بلدهم ، فلهم على الوطن واجب التضحية مع عدم الخوف ، مقابل ذلك سوف لن ينسى لهم الوطن هذه اللفتات .
واشار الى ان الدولة العميقة هي التي اوصلت المناطق المحررة الى ما هي عليه من نكسات مستدامة واصبحت تشكل اعاقة او شلل رباعي لتحسين الخدمات على كل الاصعدة .
وتحدث ان عدن لديها عوائد عميمة ومنها عوائد مصفاة البريقا التي تعتبر من اهم دعائم الاقتصاد ، لكن هناك لوبي يستاثر بعوائدها التي تناهز ٥٩ مليون دولار وكل هذه الاموال لا تصب في خزينة الدولة .
كما نوه الى ان من اهم العوائد المالية هو ميناء عدن والذي تناهز عوائده ٥٠٠ مليون دولار . وصرح ان الدولة العميقة تحكم قبضتها على المناطق المحررة وهي السبب الذي يطيل هذا العناء الذي بلغ قمة العذاب ، فلم يشهد الوطن مثل هذا السطو وهذا العبث والقهر وعبر تاريخة .
اذن امام الحكومة ، كما عبر معالي الوزير - غول - على الحكومة ان تصرعه او انه سوف يصرعها . والحقيقة فان - غول الدولة العميقة- كأسمه فهو متعمق ومتجذر في كل مواقع القرار ،
على ان الجنوب التي انتصرت بتحرير المحافظات الوطن امامها اليوم معركة - مصير - مع الدولة العميقة التي تسببت في تعطيل كل الخدمات من كهرباء الى ماء ثم - ثالث الاثافي- وهو الوقود ، والذي هو اساس الحياة .
تحدث عن البنك المركزي ومأساته ، والحقيقة انني اشبه البنك المركزي - بمغارة علي بابا - والاربعين حرامي . فهناك تتحكم مراكز قوى أحالت البنك المركزي الى وكر للفساد ، وهو الذي هوى بالعملة الى اسفل سافلين ، فاصبح الريال اليوم لا يساوي قيمة طباعته والاصباغ التي تلونه .
وعودة الى الدولة العميقة فمن العجز ان يبقى هذا - الغول - يتحكم بالوطن ويذله ويسومه سوء العذاب . والحل ليس سهلا فمراكز القوى ليس من السهولة تفكيكها ، فهناك دول قوية تعجز عن تفكيك عصابات المخدرات رغم ما تتمتع به تلك الدول من سطوة ونفوذ . والسبب ان هذه القوى لا تستبين ولا تبرز انما تتسلل مثل السرطان فتفتك بكل هدوء وخبث .
لا ارى اي حل في علاج هذا السرطان، بالمسكنات والاسبرين
وابو فاس . فهذا السرطان الخبيث يحتاج لاستئصال شأفته .
وعلاجه القوة والبطش ، ولهذا نطالب بحكومة - انقاذ وطني - اسوة بحكومة صنعاء التي جردت الحد وعالجت بحده كل من راسه يشكو الصداع .
يجب لا تعتقد حكومة المناصفة
انها بالتنبيه والمراقبة والتحذير سوف تستطيع وقف نفوذ - الدولة العميقة - بل انني اكاد اقول ان الدولة العميقة هي اليوم قادرة على ان تملي اوامرها على اكبر راس في البلد .
ان تجربة حكومة المناصفة ما هي الا اشهر بينما - الدولة العميقة - لديها سنوات من الخبرة والنفوذ والسطوة وشراء الذمم .
وكما نعلم فان الذي مارس فجوره على الوطن اليوم لسنوات ، هو الاقوى فهو الذي لديه الخبرة والمال والنفوذ . بينما حكومة المناصفة تعيش عجزها وتستلذ مرقدها تحت رفيف المكيفات والمشهيات .
والفجار كسبوا اليوم الجولات كلها بسبب نفوذهم وجلدهم . وهذا ما اشتكى منه عمر ابن الخطاب ، حينما قال - ربي اني اشكو اليك جلد الفاجر وعجز الثقة !
صحيح ان معالي الدكتور الوزير الوالي وضع اصبعه على الجرح ، ولكن المريض مات !
وكلمة اخيره يا انتقالي. إستبدوا !
انما العاجز من لا يستبد .
فاروق المفلحي