ظل الجنوب العربي منذ منتصف ستينات القرن الماضي تتجاذبه موجات الصراعات الإقليمية -وأكثرها عربية- والدولية حتى أودت به في شباك اليمن الشقيق الأمر الذي نقل الصراع من الشمال إلى الجنوب منذ1967 ثم الجنوب والشمال معا منذ عام1990م ..وتعاظم هذا الصراع حتى وصل لتجسيد علني واضح لمخاطر على دول المنطقة بتدخل إيران مما استدعى تدخل تحالف دولي تشكل في عاصفة الحزم منذ مارس2015 وحتى اللحظة تلك العاصفة التي تترنح في مارب بعد سبع سنوات بإحكام سيطرة الحوثيين على الجمهورية العربية اليمنية وتطلعهم وايران إلى المياه الدافئة في شواطئ وممرات سواحل الجنوب العربي وبهذا يكون وضع الشمال حسم للحوثيين وايران..ووضع الجنوب مازال يترنح بين غفلة السعودية التي تعرضت لضربة موجعة بفرض الكونجرس الأميركي حظر بيع السلاح عليها ومطامع إيران وتركيا ..
السعودية قدمت مبادرة السلام بشروط المرجعيات الثلاث واستثنت اتفاق الرياض ومجلس الأمن الدولي اعتمد المبادرة واضاف إليها (وتنفيذ اتفاق الرياض) والحوثيون بسرعة رفضوا البيان والانتقالي الجنوبي رحب به والشرعية التي تراهن على تسليم مأرب للحوثيين للهروب من استحقاقات اتفاق الرياض باعتبارهم ليس طرفا معنيا به فوجئوا أن مجلس الأمن اضافه ضمن مبادرة السعودية بالمرجعيات الثلاث .
لهذا الشرعية مع السعودية التزموا الصمت القريب إلى الرفض بسبب اتفاق الرياض.. والأوضاع تتعقد في المنطقة بشكل مذهل ومتسارع لكن الجنوب الذي ليس معه مايخسىره بدأ يكسب منذ اتفاق الرياض الذي أعطاه اعتراف دولي عمده مجلس الأمن الدولي في بيانه مؤخرا رغم (تلكوء) الشرعية في تنفيذها ومراوغاتها بتأزيم الأوضاع في الجنوب وبعدم سحب القوات الشمالية من الجنوب وعدم صرف المرتبات وتوفير الخدمات.
غير أن بيان مجلس الأمن الدولي باعتماد اتفاق الرياض أسقط حيلتها بتسليم الحوثيين مأرب وجعل الحوثيين كطرف مهيمن على الشمال بل وكل الأطراف الشمالية التي تتبادل الادوار ملزمين بالتنفيذ في أية مفاوضات قادمة وفي كل الاحوال المشهد يتعقد في المنطقة ويمكن تضاف إليه المزيد من التعقيدات القادمة والجديدة تتخلق في رحم الصراعات المحتدمة منذ 1967 وحتى ملفات الحروب في سوريا والعراق وليبيا وفلسطين واليمن والجنوب وأزمة نووي إيران.
الباحث / علي محمد السليماني