طبعا اذا هناك لقاء بين إيران ودول الخليج العربي حتى لو كان - إفتراضي- فالافضل ان يكون عنوان الملتقى -مؤتمر إيران والخليج -
هذه مقدمة غريبة! ولكن كما يعرف الجميع فان كلمة ( الخليج العربي ) ليست مقبولة في إيران ولا يتسع المجال لشرحها .
ما انا بصدده هو التصريح الذي ادلى به وزير الخارجية الايرانية الدكتور محمد جواد ظريف . فلقد صرح بما معناه ان هناك اهمية في التفكير بملتقى بين ايران والدول الخليجية، هذا اذا اردنا ان حل خلافاتنا .
كلام معقول ومن شخص عاقل وحكيم . على ان الجميع يتحاورون مع ايران ، بل ان بعضهم يعين مندوبا الى إيران ، الا العرب فهم لا يحبون المصالحات التمهيدية فاما حب او كراهية !
لدينا نحن العرب ميل للحروب وللخصومات من - حرب البسوس -الى حرب -داحس والغبراء- . الاولى بسبب ناقة والثانية بسبب خيول سباق . الأسباب تكفي للدوخة وليس للدهشة!
ونحن نخاصم ونجور واذا سامحنا فأننا لا نغفر .
تراثنا الادبي والشعري يشهد على ان الحروب كانت تندلع فنسبي النساء والاطفال وهي حروب متوحشة وعدمية .ولا نتصالح - والسيف اصدق إنباء من الكتب ِ-
أقرأوا عن الحروب العربية فبعضها إمتدت لنصف قرن بل تزيد ومنها حرب العرب البائسة مع (العدو ) الإسرائيلي . فلقد طالت الخصومات وضاعت الأرض . ونسينا سبب الخصومات ورئيس فلسطين في زيارات دائمة لاسرائيل بل وقادة فلسطين يتعالجون في مستشفيات العدو الإسرائيلي .
تابعت اليوم خبر المحادثة الهاتفية التي دارت بين أمير قطر ورئيس ايران حسن روحاني . مثل هذه المهاتفات تبرد الاجواء وتنعش الأمال بالسلام .
ولكنها تسخن الاجواء عند بعض العرب .
وعلى وصف صديقي التونسي فقد كنت في حديث معه فوصف العرب ( بالأمة المنبتة) والمُنْبّتْ لا ارضاً قطع ولا ظهراً ابقى) وهو حديث شريف .
وعن ايران فهي لن تتغير فالعقيدة مثل الوشم في البدن لا تمحى ولا تبهت . لهذا علينا ان نتعامل مع ايران بانه حالة صعبة تحتاج توافقات صعبة .
العقيدة تثبت في الوعي، تذكروا العقيدة الشيوعية فلقد فتكت بوعي شعوب وفتكت في الاتحاد السوفيتي باكثر من ٦ مليون مواطن منهم كبار الكتاب والعلماء والصحفيين . وعادت الى قيصريتها ونسرها روسيا ولكن بعد خراب مالطة !
والذين يعتقدون ان ايران ستتغير بهذا الحصار، فهي تقوى عبر هذه الحصارات ومعها يقف الشعب لان الحصار يمس كرامته .
اليوم الصين الشيوعية تتعامل مع ايران الشيعية . والمصالح تعبد الطرق للمصالحات . لذا يجوز لي ان اقول - تمصلحوا تتصالحوا -
ايران تناشد بالحوار وقولوا عنها خصم او عدو او متربصة ، فهي جار وحسن الجوار الصبر على اذى الجار.
وتأكدوا انه بعد الاتفاقية التاريخية بين ايران والصين والتي بلغت ٤٦٠ مليار دولار فان ايران لم تعد محاصرة .
وعلى العرب التجاوب مع اي دعوة للتشاور والتحاور، فلا تغلقوا ابواب الحوار فمنها يتسلل النور الى عيوننا التي اعماها الظلام .
فاروق المفلحي