سد النهضة ومصر

2021-04-09 13:14

 

بعد تصريح الرئيس المصري . عبد الفتاح السيسي "ان لا احد يستطيع أن يأخذ قطرة ماء من مياه مصر ومن يريد ان يحاول فليحاول" هذا التصريح في طياته وقف العبث بمياه النيل ، حيث  ومصر هي هبه النيل.

وعبر التاريخ المدون وغير المدون وما كتب باللغة ( الهيروغليفية ) فأن النيل هو حضارة وتاريخ وحياة مصر  .

 

يمكن للسودان العيش بدون النيل فهي بلاد ممطرة.

كذلك الحبشة لا تحتاج إلى السدود لانها بلاد غزيرة الامطار، وما (سد النهضة) الذي يحجز الماء  سوى لغرض انتاج ٥ الف ميجا وات من الكهرباء.

 

ويمكن  انتاج هذه الكمية من التيار بأقل من كلفة السد ومتاعبه السياسية والفنية وذلك  بمد الواح الطاقة الشمسية او نصب مراوح  الرياح  العملاقة لانتاج الكهرباء . (ويا دار ما دخلك شر )ولكن تلك كانت خطة  محكمة لم تتنبه لها الحبشة وهدفها الخفي إرهاق ارض الكنانة وإشغالها  .

 

 نعم هذا ( السد ) وحكاية تشييده لغرض انتاج الطاقة الكهربائية يحمل في طياته بعض ( الكيد) لمصر واشغالها فوق ما هي منشغلة به . ولكن  مصر ( قدها وقدود)

 

على ان تأثير السد على مصر في حالة عدم الوصول الى توافقات سيكون بالغاً وقاسياً ، فيمكن ان يتضرر  ٢ مليون مزارع تمتد حقولهم على ضفاف النهر .  وكذلك أنخفاض منسوب الماء في بحيرة ناصر .لهذا فان مصر لا يمكن لها ان تتنازل عن قطرة واحدة من نهر النيل .

 

وعن مصر  فقد اثقلتها المكايدات ولكن مصر اليوم ليست مصر الستينات في القرن الماضي فهي اليوم من نمور افريقيا ولديها من الامكانيات ما يؤهلها لان تصبح دولة متقدمة وهي تتوق الى  هذا الإنجاز بكل جراءة وثبات  .

 

مصر اليوم تزخر بصناعات ثقيلة وتزخر  بإكتشافات غازية عظيمة فضلاً عن مكامن زاخرة بالنفط  وتواكب ذلك قوة عسكرية مهابة ونهضة تعليمية ملهمة  وقناة سويس ( بإتجاهيين)  وكذلك مناطق صناعية ومناطق حرة .

 

وعن سد النهضة فمصر هي التي يجب ان يسمع صوتها ومن يجب ان يستجيب لقلقها ، فوادي النيل   المصري  يكاد يكون بدون امطار موسمية على ان الماء الذي يتدفق عبر نهر النيل العظيم يشكل حياة ومستقبل مصر ، بل وكل تاريخها وحاضرها وحياتها  . لهذا لن تستسلم مصر ولن تهداء اذا فكرت الحبشة في العبث بماء شربها وزراعتها وملاحتها عبر النيل .

هناك من اقترح ان تعين مصر الحبشة بمدها بما تزخر به مصر من الغاز الطبيعي نظير التخفيف من تشغيل توربينات السد المائية، وهذه مسائل يمكن للمتخصصين من المهندسين ايجاد الحلول لها ، من حيث حجم الزعانف التي تدسرها المياه المتدفقة من بحيرة السد والتي تستوعب ٦٥ مليار متر مكعب .

 

قد تستغرق تعبئة البحيرة ٧ سنوات وهناك اقتراحات بأن تطول الفترة الى ١٥ سنة بحيث لا تؤثر على حصص دول المصب .

 

وعن السودان فهي بدورها تتاثر من جراء هذا المشروع ( الكيدي ) لكن تاثير ذلك على السودان لا يمكن مقارنته بما يتسببه لمصر من مصاعب بل أخطار .الا في حالة واحدة هو وقوع انهيارات ارضية تتصدع بسبب جدران السد .

 

على ان  إنشاء السدود وبعد اختراع الالواح الشمسية ( المونو) الذكية  وكذلك طواحين الهواء العملاقة ، حيث انتفت الحاجة لهذه المشاريع الضارة بالبيئة الاّ اذا كان الهدف من السد هو الحد من  اخطار الفيضانات او الزراعة .

 

على ان سد النهضة مخصص فقط لانتاج الطاقة الكهربائية وهذا له اضراره البيئية وكذلك ( وهذا هو  الضرر الاكبر )  ما يسببه السد من اخطار على دول المصب وقد تؤدي هذه الأخطار  الى اندلاع الحروب ، وربما قصف السد !  وهذه خيارات تدرسها مصر بل وتستعد لها بكل ثقة واصرار ، في حالة شعرت مصر  ان امنها المائي  مهدد   .

 

وكلمة اخيرة هناك من ينظر الى السد كمنتج للطاقة الكهربائية وهناك من ينظر للسد كمهدد لحياة امم . وهنا فان مصر ستدافع عن حياتها .

 

فاروق المفلحي