تتواتر الإنباء عن حالة من القلق تسود المملكة الأردنية الهاشمية ، بعد ان بدأت حملة إعتقالات مفاجئة لشخصيات نافذة، ومن هولاء. الشريف حسن بن زيد . وهو مبعوث الملك الاسبق الى المملكة العربية السعودية وباسم عوض . رئيس الديوان الملكي السابق .
لكن هناك ما هو اكثر إقلاقاً! وهو وضع الأمير حمزة بن الحسين ولي العهد السابق ، وقد تم وضعه قيد الإقامة الجبرية . وهذا يدل ان الامر اكثر قلقاً مما نتوقع .
وعن مثل هذه التحركات فهي لا تأتي مصادفة دون ان يكون هناك تواصلات وتفاهمات بين شخصيات مؤثرة وهذا يؤكدها الإعتقالات التي طالت شخصيات كبيرة ومنهم رؤوساء عشائر .
وعن المملكة الاردنية فقد زرتها وادهشتني بتطورها ونهضتها وتشمل تلك النهضة جوانب عديدة ، ومنها النهضة التعليمية فهي تزخر بعشر جامعات عالية الاداء ، كما ان المملكة لديها طموح لاستخراج وتطوير مكامن البترول الصخري الذي تزخر به الاردن فلديها إحتياطات مهمة وبما تعادل ٤٠ مليار طن من البترول
هناك ايضا حقول منتجة وواعدة لانتاج الغاز بل والبترول بما يسد حاجة المملكة ويفيض .
وعن النهضة الإدارية فقد شملت الإزدهار العمراني وحسن التخطيط والخدمات ، فالاردن تدهشنا بروعة تخطيطها وجمال مدنها وريفها وامنها ومشاريعها التنموية ومنها الزراعية والتعدينية والتعليمية ويقال ان الاردن تتمتع باعلى مستوى تعليمي للطفل في العالم العربي .
التقيت في اثناء تلك الزيارة ببعض الطلاب الجامعين المبتعثين . وتبين لي ان الاردن لديها افضل الجامعات وافضل كليات الطب والهندسة وعلوم الحاسوب .
والمدهش ان المملكة الاردنية تعيش استقراراً اقتصادياً ملفتاً ، فعملتها راسخة ولم تتاثر ويهدها التضخم، كما ان الاردن تصدر الخبراء ومدرسي الجامعات الى العالم العربي بل و ماليزيا وسانغفورة . وكذلك الخليجة ومنهم المتخصصين في الهندسة والطب وعلوم الحاسوب ، بينما تستقبل اعداداً من المهاجرين العمال من دول عربية .علما ان معدل دخل الفرد في تلك المملكة هو ( 5) الف دولار سنوياً وهو رقم يبعث على الثقة .
ما يثير الاعجاب في هذه المملكة وهي ان ملكها ( عبد الله الحسين الشريف) يمتلك في عقله مشروعاً نهضوياً لبلاده ، ولديه الحماس والتوق لتحقيق ذاك . كما ان شخصية الملك واثقة وقدراته التفاوضية والحوارية بل والخطابية مدهشة .
وعن ملكته الخطابية وباللغتين العربية والانجليزية ، فعندما ينطلق في خطبه واحاديثة وباللغة الانجليزية الرفيعة والمتقنة فان الحضور تراهم وكأن على رؤوسهم الطير .
عكس هذا الملك الشاب ثقته بنفسه على شعبه ، والحاكم الواثق والعاقل والموهوب يعكس مواهبه على شعبه وطريقة تفكيرهم ووعيهم .
على ان ( الأردن ) يزخر بثروات كثيرة ومنها السياحة وهي ترفد اقتصاده بالعملات الصعبة ، وكذلك التعدين فهناك مناجم الفوسفات بل وهناك صناعات واعدة بدات تزدهر في الأردن وكما اسلفت هناك حقول نفطية وغازية تنتج وتتطور وقد تتحول الاردن الى دولة مصدرة للطاقة .
والحقيقة فان تلك المملكة تدهشنا بما تتمتع به من شفافية ومن نظام وامن واستقرار ، كما انها تملك افضل الجيوش العربية بمواصفات عسكرية عالمية . ولان الاردن سلمت من الربيع العربي ( الكارثي ) فلديها اليوم مشروع تكاملي مع العراق ومصر واذا تحقق هذا التكامل بين هذه الدول الثلاث فسوف تشهد الاردن نهضة غير مسبوقة وعلى كل صعيد .
الأردن مملكة مستقرة وتعيش انسجاماتها مع نفسها ومع جوارها ومن يحاول ارباك مشهدها تحت اي ذريعة، فهو يستدعي الرياح لتقتلع اشجاره المثمرة من جذورها .
فاروق المفلحي