كل ما قاله وزير الداخلية السابق المهندس أحمد الميسري في برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة أساء إلى ذاته أولا قبل أن يسيء للآخرين وفي إعتقادي أن ذلك الحديث كان بمثابة اطلاق رصاصة الرحمة على مستقبل الميسري السياسي .
لكن ذلك لا يعطينا الحق إن نكيل له اللكمات من كل جانب لأنه قد وقع على الأرض والكريم الشجاع يعفو إذا قدر فالميسري قد كفى الجنوبيين المؤيدين لفك الإرتباط نفسه بحديثه مع برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة .
لكن الميسري سيظل جنوبي شئنا أم أبينا وله نفس الحقوق التي لأي جنوبي منا كما إن عليه نفس الواجبات التي على أي جنوبي منا إن الواجب علينا إن نأخذ بيد المسيري وأمثاله من الجنوبيين لنوصلهم على جادة الطريق الصحيح والذي يتمثل في إستعادة الجنوب وبناء دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية فيه .
وفي تقديري أن علينا من أجل ذلك إزالة الأسباب التي أدت بالميسري وأمثاله من الجنوبيين إلى أن يتخذوا مثل هذه المواقف التي تسيئ إليهم قبل أن تسيئ للجنوبيين الآخرين ومن تلك الأسباب عدم الإنفتاح على الآخر والحوار معه ومنها عدم التخلص من رواسب صراعات الماضي التي كنا شركاء جميعا فيها دون استثناء .