الموت نقاد يختار من الجواهر أثمنها واحسنها وأغلاها وهكذا اختار الشيخ القبلي والإداري المتميز خلقا وأخلاقا شيخ الكرم والشهامة المغفور له بإذن الله "علي بن عثيمان بن سعيد البابكري" إثر إصابته بمرض كورونا في مقر إقامته بسلطنة عمان الشقيقة..
لقد زف الينا الناعي الخبر كصاعقة هزت محبيه الكثر قبل أسرته الكريمة وبكته العيون وحقا لها البكاء فعلى مثله رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته تسكب العيون حرقة القلوب دموعا حارة على الفقيد الذي تمتد يديه الكريمتين لإغاثة المحتاجين والمسارعة في الخيرات بالعون لجبر النفوس الحزينة المنكسرة والقلوب الجريحة للمحتاجين نسأل الله أن يجعل ذلك وغيره من أعمال البر والإحسان في ميزان حسناته لاشك أن حبان وشبوة والجنوب والشمال خسر بوفاته رجلا متزنا وابنا بارا من أبناء الوطن الذي يحتاج لهم في هذه الظروف وخسرة أسرته وقبيلته شبلا في مقتبل العمر رجلا مصلحا ولا غرو فهو من اسرة قبلية كبيرة في حبان. تشتغل بالتجارة وتحظى بعلاقات واسعة مع مختلف القبائل في شبوة وخارجها ولها ايادي بيضاء في دعم نضال شعب الجنوب التحرري منذ خمسينات القرن الماضي فقد استقبلت أسرة أهل عثيمان في قويرة أسرة الساده ال الجفري بعد قصف منازلهم في قاهرة يشبم بالصعيد عام1958م واستضافوهم ثم نقلوهم إلى عزان الذي استضافهم فيه السلطان ناصر بن عبدالله الواحدي لتنتقل لاحقا إلى أحور عند السادة آل الحامد بل ومدت هذه الأسرة الكريمة العون للجبهة القومية في فترة الكفاح المسلح من ستينات القرن الماضي وقلبت الثورة لها ظهر المجن واممت ممتلكاتها في عدن وهي عقارات مختلفة وسفن نقل بحري وغيرها.. لقد رحل شيخ الكرم والشهامة مبكرا ربما حنت نفسه للقاء أحبة كرام سبقوه إلى جنات النعيم والده واعمامه رحمهم الله وغفر لهم جميعا واسكنهم فسيح الجنان..ولانقول غير مايقوله المؤمنين لاحول ولاقوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون.. وانا على فراقك ياعلي لمحزونون.
الباحث/ علي محمد السليماني