ظلت مبادرات السلام تتوالى تباعا في منطقة الشرق الأوسط منذ عام1967م غير أن السلام لم يتحقق بعد ومازالت المبادرات للسلام مستمرة حيال مشاكل أخرى مستجدة وتأتي الحرب التي تدور رحاها في اليمن وفي الجنوب منذ عام1994م وتأتي مبادرات القيادات الجنوبية في منافيها لإيجاد حل للقضية الجنوبية يقابلها تجاهل من كل الأطراف الشمالية وانعكست سلبا على وحدة الصف الجنوبي وتمزيقه كهدف استراتيجي لقوى الشمال ساهمت تلك المبادرات العبثية في تحقيقه - أي تمزيق وحدة الصف الوطني الجنوبي- كسياسة تعمل بها كل دول الغزو والاحتلال ( فرق تسد) ومنذ عام2015 تصدرت السعودية المبادرات لوقف الحرب وعودة الشرعية إلى الشمال المطرودة منه غير أن أنصار الله المسيطرين على الشمال والمتفقين مع الشرعيةفي الخفاء الذي لم يعد خافيا يتجاهلون تلك المبادرات حتى وصلت الحرب إلى الدخول في سنتها السابعة وهي محققة الكثير من المكاسب والعتاد العسكري للجماعات الحوثية المدعومة ايرانيا والكثير من الأموال لجماعات الشرعية (القابض على قرارها جماعات الإخوان المسلمون والجماعات الطائفية المتطرفة) المدعومة سعوديا وإسرائيليا وتركيا وقطريا ومن الواضح أن الشرعية لاترى في جماعات أنصار الله عدوا لها بل عدوها الجنوب والسعودية رغم دعم السعودية لها وهذا هو مربط الفرس الذي أعاق تحقيق أي نصر للتحالف أمام ميليشيات أمست بعد ست سنوات حرب مفترضة تمتلك صواريخ باليستية ورثتها عن نظام حكم الرئيس الراحل عفاش الحميري ونائب الرئيس الحالي رجل الشرعية الاول المهيمن وطائرات مسيرة من هنا تتجلى الصورة في مختلف زواياها بتأكيد الرغبة في ديمومة الحرب كوسيلة لجني الأموال والحصول على السلاح وإلحاق الضرر بالجنوب وبالسعودية التي لا تعترف بشراكة الجنوب لها في التحالف العربي رغم تضحياته الجسيمة ولايرى سفيرها في مفوض شعب الجنوب غير مكون حزبي ضمن منظومة صراع السلطة في الجمهورية اليمنية والجنوب جزء من اليمن يجب أن يخضع لحكم الشمال بعد التسوية التي تضمن لها إشراك جماعات إسلامية شمالية محسوبة حليفة لها لتحقيق التوازن مع حلفاء إيران وفق سيناريو متفقة عليه في الخفاء الأطراف الشمالية شرعية وحوثية والسعودية تبلورت أبعاده وأهدافه بوصول قوات سعودية إلى محافظة المهرة شرق الجنوب البعيدة عن مسرح القتال ونقل ميليشيات حزبية من مارب تحت غطاء جوي سعودي إلى شبوة واحتلالها مجددا بله إلى شقرة أبين و صولا إلى اسوار مطار عدن الدولي في اغسطس2019 وتلك الخطة رفضتها إدارة ترامب المحسوب على السعودية ورفضتها دول كبرى أخرى لعدم وجود مسوغ قانوني يعطيها صفة الاتفاقيات الدولية وهذا هو الخطأ الثاني بعد الخطأ الاول بتجيير انتصار شعب الجنوب ومقاومته الوطنية الجنوبية على ميليشيات (الحوثعفاشية )في نهاية يوليو2015 وتحرير الجنوب وتقديم ذلك هدية لشرعية لم تطلق طلقة رصاص واحدة على تلك الميليشيات المدعومة ايرانيا وبكل يقين فإن المبادرة السعودية الجديدة لن يكون حظها افضل من سابقاتها رغم الترحيب أميركيا بها وهكذاتستمر الأزمات والحروب في الشرق الأوسط وذلك هو المطلوب لرسم خوارط جديدة للمنطقة لاحقا بعد تهيئة المسرح بحرب جديدة تتخلق فيها.
الباحث/ علي محمد السليماني