بعد ست سنوات من الحرب في اليمن أصبح الجميع يعرف تماماً الأوضاع في اليمن والاطراف المتصارعة والأهداف والأجندات وخلفياتها والمتحاربين المباشرين والمتحاربين بالإنابة.
الجميع يعرف أيضاً ان الحكومة الشرعية التي أقام التحالف من أجلها الحرب قد خذلت التحالف العربي طوال الست السنوات الماضية ومازالت، وأن قوات الجيش اليمني لم تقاتل ولم تطلق طلقه واحدة حقيقية بإتجاه الحوثي، وكل المناطق التي تحررت بالشمال كانت بجهود المقاومات الشعبية، أما الجيش الوطني والشرعية كانت تهتم فقط بالدعم المقدم من التحالف، تأخذه وتتاجر به في اليمن وخارجها وهذه الأشياء معروفة وموثقة وصدرت بها تقارير دولية تحدثت عن ذلك بالتفصيل.
الطعنة في الظهر التي تلقاها التحالف من الشرعية هي تحولها إلى أداة في أيدي الأتراك والقطريين وتماهيها مع الحوثيين ومشروع إيران باليمن، وهذه الخيانة الكبرى كانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير، خصوصاً بعد إتفاق استوكهولم الذي انقذ الحوثي من السقوط في الحديدة، وتعتبر الحديدة الأنبوب الذي يتنفس من خلاله الحوثي.
وبعدها أنفتحت الشرعية بشكل واضح على تركيا وقطر وتجاوزت حد التصريحات والمغازلة الإعلامية، حتى انها وصلت إلى تبادل الزيارات والمعلومات والتنسيق فيما بينهم، وأنفصلت الشرعية في السنوات الاخيرة من الحرب عن التحالف العربي بشكل غير معلن، وأصبحت تسبح في فلك محور قطر وتركيا وإيران رغم إنها تتخذ من الرياض مقر لها.
وبالتالي تعتبر الشرعية بالنسبة للتحالف العربي منتهية الصلاحية، لكن التحالف بنفس الوقت يحافظ على بقائها حتى إعلامياً مع الدفع بتعزيز شرعية الإنتقالي الجنوبي لأن التحالف يدرك تماماً أن المجلس الإنتقالي يمتلك القوة العسكرية والشعبية، وقادر على هزيمة المشروع الإيراني وكذلك دحر مشروع الإخوان ومن خلفهم قطر وتركياً وتأمين جنوب الجزيرة العربية.
السعودية في ظل إدارة الديمقراطيين للولايات المتحدة الامريكية تتعرض لمؤامرة كبرى، فبعد أن فشلت خطة اوباما وهيلاري في تمكين الإخوان من الدول العربية بثورات ماسمي بالربيع العربي، يسعى الديمقراطيون اليوم لتمكين الميليشيات الإيرانية من الوطن العربي.
ولذلك يعمل الديمقراطيون على شرعنة جماعة الحوثي في اليمن وإيجاد دولة شيعية جنوب المملكة يدعمها الغرب لوجستياً وعسكرياً بهدف إسقاط المملكة العربية السعودية، وتتولى إيران إدارة الدولة اليمنية بالشمال بينما الجنوب والبحر الأحمر ومضيق باب المندب سيمنحة الديمقراطيون لقطر وتركيا.
خارطة الطريق هذه تدعمها إدارة بايدن وألمانيا بشكل مباشر وتؤيدها بعض دول الإتحاد الأوروبي وتنفذ باليمن عبر قطر وتركيا بالتنسيق مع إيران وقد رأينا كيف كانت قرارات بايدن قاسية تجاه السعودية والإمارات حيث أوقفت الدعم للعمليات العسكرية وحركت قضية خاشقجي وأوقفت بيع طائرات (F35) للإمارات واوقف بيع جميع أنواع الأسلحة للإمارات والسعودية، وهذه قرارات لم تحصل في تاريخ الإدارات المتعاقبة في الولايات المتحدة الأمريكية ضد السعودية والإمارات.
بنفس الوقت أتخذت إدارة بايدن جملة من القرارات الناعمة تجاه الحوثيين حيث ألغت تصنيفهم من لائحة الإرهاب الأمريكية وقدمت لهم التنازلات المجانية وأكدت لهم مسبقاً أنهم جزء من مستقبل اليمن أن لم يكونوا المستقبل كله في نظر الإدارة الأمريكية الحالية.
بموازاة ذلك تحركت دول الإعتدال العربي لإفشال مخطط (اوباما2) ووثقت العلاقات مع روسيا كحليف وفي وقد قام وزير الخارجية الروسي لافروف بجولة مباحثات مطلع هذا الشهر مع الامير محمد بن سلمان في الرياض والشيخ محمد بن زايد في أبوظبي والجولة شملت مجموعة من الدول العربية، وهي خطوة ذكية جداً من دول الإعتدال العربي.
وإستعداداً لسيناريوهات المرحلة المقبلة فقد رسمت الخطة العربية المضادة لمواجهة مخطط (اوباما2) وهي بان تتولى روسيا والصين التصدي لمخططات أمريكا وألمانيا في اليمن بينما ادوار قطر وتركيا فدول المشروع العربي ستتولى أمرها، وقد أقدمت دولة الإمارات على نقل قاعدتها العسكرية من إريتريا إلى جزيرة ميون في مضيق باب المندب وهي قاعدة ستستخدم من قبل الإمارات والسعودية لتأمين جنوب الجزيرة العربية والبحر الأحمر ومضيق باب المندب.
الخلاصة.. الإمارات إلى جانب السعودية في الرخاء والشدة وبينهم تنسيق عميق جداً للمستقبل ومعهم مصر وروسيا ودول الإعتدال العربي، ويرون أن إستقلال الجنوب عامل مهم لإستقرار اليمن والمنطقة وأن أعلن إستقلال الجنوب ستكون المملكة أول المباركين بالخطوة ومعها دول الإعتدال العربي وروسيا، ويبقى الحوثي بالشمال سيتم إسقاطه بالطريقة التي تتعامل فيها فرنسا مع حزب الله في لبنان.