لا شك أنا ندرك أن أزمة الحزب الاشتراكي اليمني بسبب إنهيار الإتحاد السوفيتي ، والذي كان انهياره تأكيد على فشل نظرية الإشتراكية العلمية ، التي كان يسترشد بها الحزب الشيوعي السوفيتي ، وكذلك الحزب الاشتراكي اليمني ، وكذا بسبب قرار الوحدة الذي اتخذه الإشتراكي .
كل تلك الأسباب أدت إفلاس قيادات الحزب الاشتراكي اليمني سياسيا ، وذلك ما يظهر من خلال كتاباتهم التي يكتبونها في الصحف ووسائل التواصل الإجتماعي ، ومن خلال مواقفهم الضبابية من القضايا الماثلة على الساحة ، صحيح ان على الإشتراكي وقياداته تآمر دولي وإقليمي وهذا لا يخفى على أحد .
لكن كان لمواقفهم الضبابية من القضية الجنوبية أكثر الأثر على افلاسهم السياسي ، وذلك كونها تقع عليهم مسؤولية أخلاقية تجاه شعب الجنوب ، بوصفهم هم من انتهج الخط الاشتراكي وهم من أتخذ قرار الوحدة .
وفي تقديري أنه كان من الواجب عليهم من ناحية أخلاقية ، الإعتراف بخطأ قرار وحدة 22 مايو 90 ، وإن يعملوا على إستعادة الجنوب على قاعدة خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام ، ثم يعملوا على إعادة تحقيق الوحدة على أسس واقعية وعلمية ، مستفيدين من تجارب إتحاد الأمم الراقية ، ذلك هو السبيل الوحيد لإخراجهم من مستنقع الإفلاس السياسي ، الذين هم غارقون فيه حتى الأذقان .