دقوا على ابواب معاشيق...

 

بالامس احتشدت الناس في ارقى مظاهرة عرفها الوطن العربي بل ربما العالم .

زحفت الناس الى معاشيق من كل حدبٍ وصوب. ورغم قسوة الظروف وشحة ما في اليد ، لبت الناس الناس وتوافدت الحشود لتدق بايديها القوية بوابات -قصر معاشيق- المصمتة!

 

لم تعتدِ الجماهير رغم غضبها وحنقها على اي من موظفي القصر الجمهوري ، ولم تشتبك مع الحراس .

وعندما رأوا حراسات القصر ان الجمهور يتمتع بكل ذلك الرقي وكل  ذلك الهدوء لم يتهوروا ولم ينزلقوا الى مواجهة الجمهور واغضابه .

 

اثبت الجمهور الجنوبي الطيب والخلوق والصابر والحضاري انه لن يروع ولن ينهب ولن يمس احداً بسوء .لكنه له عوده فلن يتنازل عن حقه وحريته.

 

عجبت لهذا الشعب الطيب فهل هناك من احضر معه السلاح الى قصر معاشيق ؟ وهل هناك من امتدت يده الى حاسوب او لوحة او كسر زجاج نافذة ؟ لم تقع اي حادثة وكانهم أتوا ونزلوا ضيوفا في القصر .

 

هذه المسيرة المباركة هي اهم من مسيرة الحجيج  الى جبل عرفة. فالحج لمن استطاع اليه سبيلا ، بينما مسيرتنا الى -قصر معاشيق- هي من فروض الوطنية واتت للدفاع عن حياض الوطن والانعتاق من ربقة الظلم والهوان

والمفاسد .

 

بالامس حضر الجمهور  بكل ذلك البهاء ورفعوا  علم الوطن على سارية القصر ، الذي كم اشتاق ان يرف عليه ذلك العلم الذي تنازلت عنه الامة في يوم مشؤوم .

 

وغدا سوف يرفرف العلم الجنوبي على سارية - قصر معاشيق- وغداً سوف يعلم الذين انقلبوا اي منقلبٍ سينقلبون .

 

وللحريةِ الحمراء بابٌ

بكل يدٍ مضرجة يُدَقُ

 

دمُ الثوارِ تعرفهُ بلادي

وتعرفُ انهُ نورٌ  وحقُ

 

فاروق المفلحي