الجنوب والتقارب السعودي التركي

2021-03-12 09:20

 

يعتقد البعض ان التقارب السعودية التركي سوف يخلط الاوراق ، فيما يتعلق بسياسة المملكة العربية السعودية في اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص.

 

وكمتابع فان هناك من ناشد بل تمنى ان لا تتعثر العلاقات وتتاثر بين المملكة وتركيا ، وان يبقى هناك حواراً مستداماً حتى لا يتسلل المغرضون وياججون مشاعر التخاصم والفتنة  .

 

والنصيحة تقول اذا هجرت صديقك لمجرد جفوة تسلل الحساد واوغلوا في النميمة 

وتوسعت الفجوة فكانت القطيعة.

 

وعليك ان تبقي على التواصل والزيارات والوساطات مع من اختلفت معه تحت كل الظروف.  وعاتب ولا تهجر ، فالود يبقى ما بقي العتاب.

 

لكنني اليوم اصوب حديثي حول العلاقات السعودية التركية الايجابية واثرها على قضية الجنوب .  وفي هذا الصدد فالجنوب يعلم ان اقوى حلفاء له  هم دول مجلس التعاون العربي ومصر . واخلص الحلفاء واشدهم مناصرة للقضية الجنوبية هما المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ولا يختلف حول هذا الأمراثنان .

 

 وعن مستجد العلاقات السعودية التركية، فدعونا نقارن فاقوى علاقة بين - ايران - ودول الجوار تأتي  العلاقات بين الامارات العربية المتحدة وايران .

 

وهذه العلاقات - الايرانية -الاماراتية-  من الرسوخ والثقة والتعاظم ما جعل ايران تعول على تصريف منتجاتها وبضائعها عبر الامارات ومنها  واليها تنتقل وتستقبل هذه المنتجات بل هناك علاقات تجارية ملهمة ومتطورة على كل الاصعدة رغم بعض الاختلافات بل المرارات .

 

فهل تلك العلاقة انعكست سلبا على الجنوب ومواقف دولة الامارات الواضحة والجلية في دعم الجنوب وتحقيق طموحاته الشرعية؟ 

واقولها بكل ثقة ان علاقات الامارات الطيبة مع ايران لم تنعكس سلبا على الجنوب، بل ولم تتاثر  علاقات الامارات مع دول مجلس التعاون ، وهذا نضج سياسي ملهم تتمتع به دول المجلس.

 

السؤال ايضا ممكن ان نطرحه فيما يتعلق بالتقارب السعودي التركي والذي سينعكس ، الى مصالحات مقبلة في سوريا وفي ليبيا ومصالحات تركية مصرية لها اهميتها وضروراتها القصوى  .

 

ومن يشير الى تركيا بانها تدخلت وساندت بعض المكونات والاحزاب في المنطقة ، فتركيا من حقها إذا رأت الجيران والاشقاء يديرون لها ظهورهم، فمن حقها أن تتمسك ببعض الاوراق لمصلحتها السياسيةوالاقتصادية .

 

وعن تطرفات تركيا الدينية فهذه التهمة ليس لها ما يسندها فتركيا دولة مسلمة مثلها مثل ماليزيا ذات صبغة اسلامية معتدلة،  بل ملهمة، والمسيحيون والبوذيون بل واليهود والملحدون يجدون في تركيا عند زياراتهم قبولاً إنسانياً يثير دهشتهم .

 

على أن إختيار بعض الشخصيات ذات التوجه الديني للاقامة في تركيا،  فذلك من مصلحة تركيا إذا

وفدوا وساهموا في دعم اقتصادها . كما ان دول الغرب قبلت شخصيات دينية متشددة   وخطرة بل ومتهمة والقائمة طويلة اذا أردنا ذكرهم .

 

نعود الى الجنوب فهناك - وفي نهر الجنوب - مرت كثير من المياه  بل والدماء والدموع ، ولم تعد الجنوب ذلك الرقم الهامشي بل هي الرقم الصعب في اي معادلة .

 

وعلى - الإنتقالي -ان لا ينقطع عن الحوارات وبشفافية مع الجميع ، واذا تطلب الامر فكما زار قادة الانتقالي موسكوا ، فلا يمنع من زيارتهم - انقرة- فهي اليوم حاضرة في سياسة وهموم وشجون المنطقة  .

 

على ان السياسة تقتضي ان نغير  اتجاهات الاشرعة حسب هبات الرياح ، وعلينا ان نعي ان السياسة كالمناخات ليس لها ثوابت وليس لها الا التكيف وفهم الوقائع والمعطيات والتطورات التي تنشأ في اي لحظة .

 

والحقيقة ان تركيا تعود الى مواقعها واهلها ومساحتها فهي ترى نفسها الاحق،  في مد مصالحها فلديها في الوطن العربي إرثها وتاريخها وعمقها وذكرياتها،  كما اننا ان اردنا ان نغير السياسة التركية فعلينا ان نقترب منها ونتحاور بل ونتعاتب .

 

لكن هناك ما يبعث في نفسي من الطمأنينة والثقة والايمان بإنتصار قضيتنا ، فالجنوب يتحدث عن حقه وأرضه وحياته وشرفه، وليس هناك من يستطيع ان يعارضه او يحرمه سيادته وهو بهذا الحق والشجاعة والثبات والعزيمة والايمان بقضيته الوطنية اقوى من اي وقت مضى فلا يأنس الا بقوته وتضحياته   .

 

فاروق المفلحي