نكرر القول ونوجزه هنا ان القيادات السياسية في العالم تختلف على نوع الحكم وعلى توجهاته وعلى علاقاته الاقليميه والدولية وعلى السياسات اﻻقتصادية للدولة ..
لكن تختلف على الوطن نفسه وعلى هويته الوطنيه وعلى اسمه وعلى جغرافيته وتاريخه فهذه قضية في حد ذاتها تستوجب الوقوف عندها طويلا فلم يحدث ذلك غير في الجنوب العربي !!
ونقول ان الجنوب العربي حقيقة جغرافيه وحقيقة تاريخيه وحقيقة سياسية وانه وحدة جغرافيه وسياسية وإدارية كان امام العالم الخارجي من المهرة شرقا الى المندب غربا ومن البحر العربي وخليج عدن العربي جنوبا والى السعودية واليمن شمالا وتتبعه جزر متناثرة في البحرين الاحمر والعربي واطراف المحيط الهندي 'وهذه الوحدة الجغرافية والسياسية تربطها اتفاقيات والتزامات دولية للجنوب العربي وعليه ايضا وﻻتنسحب على غيره والعبث بها ادى الى مايحدث اليوم..
ان هذه المساحة الجغرافية كانت ضمن مكونات خط الاستقلال الوطني للجنوب العربي (دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بخط الاستقلال ال 30 نوفمبر 1967م) وان اية جماعات او قيادات تنكر هوية الجنوب العربي او تعتبر قطر الجنوب العربي جزءا او فرعا من اية دولة اخرى او تسعى الى تغيير اسمه عليها مراجعة حساباتها وتصحيح اية اخطاء حول تلك الدعاوي الخاطئة فالجنوب العربي وجزره ومياهه اﻻقليميه واجواءه ومافي باطن ارضه من ثروات هو حق حصري لشعب الجنوب العربي باجياله الحالية والصاعدة والقادمة وﻻيجوز ﻻي حزب او تنظيم او زعيم التفريط فيه او بجزء منه او بجزره او مياهه الاقليميه او حدوده ﻻسباب عقائدية او أيديولوجية او غيرها .
وبدون شك دولة الجنوب العربي وشعبه ملزمين باحترام كافة الاتفاقيات والمعاهدات واﻻلتزامات الدولية وفق ميثاق الامم المتحدة ..وقد اتخذ شعب الجنوب العربي في قراره التاريخي مبدأ التسامح والتصالح والتضامن في جمعية ردفان الخيرية يوم 13 يناير 2006 وهو قرار عن الاخطاء في الماضي وأخذ في الاعتبار الظروف والمناخات التي سادت المنطقة العربية والحرب الباردة التي عصفت بالعالم ..
ومن هذا القرار التاريخي يجب على الكل ان يتخلى عن التمسك بالاخطاء الماضية بمافيها تغيير اسم الجنوب العربي الى اليمن الجنوبي ولاحقا اليمن الديمقراطي مما اوجب عليه التزامات واستحقاقات الحقت به وبشعبه افذح الاضرار على النحو الذي يعلمه الجميع ويعيشه حاليا ..
كما ﻻيحق ﻻي حزب او زعيم سياسي مهما كان شانه ان يطرح مشاريع لحلول ناقصة عن مطالب شعب الجنوب التي قدم من اجل الوصول اليها ونيلها عشرات اﻻلاف من الشهداء ومئات اﻻلاف من الجرحى وتحمل اعباء النضال بصبر وتضحية وصمود اسطوري من اجل مشروعه الوطني الجمعي التحرير واﻻستقلال وقيام دولة الجنوب العربي المستقلة وكاملة السيادة على خط الاستقلال الوطني الذي كان قائما عشية 21مايو 1990م..
و قد فوض شعب الجنوب العربي اللواء عيدروس قاسم الزبيدي بتشكيل هيئة قيادية انتقالية توافقية مؤقته تطرح القضية الوطنية الجنوبية على مختلف الدول الشقيقة والصديقة وعلى المنظمات الدولية وفق مشروع الشعب الذي يلبي طموحات شعب الجنوب ولا ينتقص من حقه في الحياة الحرة الكريمة في دولته المستقلة دولة الجنوب العربي الفيدرالية ..
ومن يخرج عن ثوابت شعب الجنوب و يضع نفسه فوق الجنوب او وصيا على شعب الجنوب ويتبرع بمشاريع مخالفه عليه ان يعي جيدا ان شعب الجنوب لن يقبلها وستعد راي شخصي ﻻصحابها رغم ان مصائر اﻻوطان والشعوب ﻻتخضع للمزاج او الراي الشخصي لزعيم او مجموعة حزبية او تنظيمية فالاوطان مقدسة وﻻيحق ﻻي احد الانتقاص منها او من اجزاء منها او يعرض سلامتها واستقلالها للاخطار مهما كانت دوافعه وايدولوجيته يسارية متطرفة او قوميه غير مدركة او اسلامية اكثر تطرفا' فشعب الجنوب العربي..يعد من اصل العرب ومتمسك بنهجه الوسطي لعقيدة الاسلام السمحاء.!!
الباحث/علي محمد السليماني