مع اشتداد ضراوة الحرب في مأرب وسيطرة الجماعة الحوثية على معظم المديريات الغربية والشمالية والجنوبية للمحافظة وأغلب المعسكرات والنقاط الاستراتيجية فيها، ومحاولة هذه الفئة السلالية العنصرية احتلال المدينة والاستعداد لما بعدها، يشن شرعيو إسطنبول حملةً إعلامية تضليلية مسعورة على أوسع نطاق ضد التحالف العربي وبالتحديد ضد المملكة العربية السعودية متهمين إياها بالتقصير في الحسم مع الحوثيين وتخليص الشرعية منهم.
هناك حقيقتان مؤلمتان لكل من يحرص على انتصار شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي على الانقلاب والانقلابيين وتخليص اليمن واليمنيين من مخططات أتباع إيران، وهاتان الحقيقتان تقولان:
ولنأتِ للسؤال الأساسي في هذه القضية المحورية، وهو من السبب في ما يحصل في مأرب وكل ما جرى في مسارات الحرب المتعرجة منذ العام 2015م؟؟
إن السبب الرئيسي في كل التقهقرات والتراجعات والانتكاسات والهزائم التي تعرضت لها القوات المحسوبة على الشرعية على أيدي أتباع الجماعة الحوثية المارقة المنفذة للمشروع الإيران في جنوب غرب الجزيرة العربية، ليست السعودية ولا الإمارات، فالقوات السعودية ما تزال حتى لحظة كتابة هذا المنشور تواصل قصفها لمناطق انتشار الجماعة الحوثية، وتلاحق هؤلاء من تبة إلى أخرى ومن وادٍ إلى آخر ومن مخبأ إلى مخبأ، ولن ينسى اليمنيون أن الدولتين قدمتا عشرات الشهداء، وفي مأرب نفسها غير الذين سقطوا في مناطق أخرى، ولم تمن السعودية ولا الإمارات على الشعب اليمني ولا على الشرعية في ما قدمتاه وما تقدمانه، في حين ظل شرعيو إسطنبول ,أتباعهم وما انفكوا يطالبون بطرد قوات التحالف باعتبارها قوات احتلال.
إن سبب الانتكاسات والهزائم التي تتعرض لها قوات الشرعية منذ يوم تأسيسها يكمن في أن من يقودون هذه القوات لا يفكرون بالنصر على العدو بقدر ما يفكرون بإطالة أمد الحرب ليواصلوا عمليات الإثراء على حساب دماء اليمنيين ومعاناتهم.
إن الوزير الذي يعترف بأن 70% من قواته أسماء وهمية، وبعدها بأسابيع تسقط بأيدي العدو أهم معسكراته وأهم نقاط تمركزه ومعها عشرات آلاف الكيلومترات المربعة من الأرض، لا يفترض إقالته من منصبه بل كان ينبغي محاكمته وإنزال أقصى العقوبات بحقه، لكن عجائب المعادلات اليمنية تقوم على ترقية الفاشلين ومكافأة الخونة وتعزيز مواقع الفاسدين، وتلك هي الطامة الكبرى في حروب اليمن وكل مآسيها.
إن السبب في كل هزائم الشرعية، أن التحالف العربلي اعتمد على شركاء إخلاصهم ليس لمشروع التحالف وإنما لمشاؤيع أعداء التحالف.
إن التحالف العربي يعتمد في مشروعه على حلفاء يصنفهم العالم كله بالجماعات الإرهابية وهؤلاء الحالفاء يهيمنون على الشرعية تحت سمع ونظر التحالف العربي، ويمكن أن يكون ذلك هو الخطأ الوحيد الذي يمكن معاتبة التحالف عليه، وليس عدم هزيمة الحوثيين لأن مهمة هزيمة الحوثيين مناطة باليمنيين وليس بسواهم.
إن السبب الرئيسي في ما تتعرض له مدينة مأرب تكمن في أن شرعيي إسطنبول ومعهم كل المختطفين للشرعية ينتظرون من جيوش دول التحالف (التي يسمونها قوات الاحتلال) أن تدخل اليمن وتقاتل نيابة عنهم وتدحر لهم الحوثيين وتحرر لهم الأرض وتسلمهم إياها بارداً مبرداً، ليعودوا إليها بعد الاسترخاء الذي بدأ منذ ست سنوات.
مأساة محافظة مأرب مثل كل المحافظات المحررة أن أبناءها الأبطال هم من حموها من أنصار إيران وردوهم على أعقابهم خاسئن منذ العام 2015م، لكنهم سلموا زمام محافظتهم لـ"الشرعيين الخاطفين" ليخونوا هؤلاء انتصار أبناء مأرب العظيم ويسلموا نتائج هذا الانتصار للجماعة الحوثية، وهذا ما كان "الشرعيون الخاطفون" وما يزالون يريدونه أن يحصل مع ما تبقى من تعز ومحافظات الجنوب.
ذلك هو مشروع شرعيي اسطنبول وشركائهم في الداخل الخارج