عن زيارة المبعوث الاممي مارتن جريفتس الى طهران ، لبحث ايجاد تسوية لحرب اليمن التي ارهقت الجميع دون بوادر حسم جلية .
ورغم يقيني ان - جريفتس- تأخر كثيراً ليزور الحليف الوحيد والصلب لانصار الله، الاّ ان هذه الزيارة تعتبر اختراقاً وانجازاً واذابة لكل الجليد الذي تراكم وعبر سنوات عجاف .
ومن نافلة القول ان إيران تعبت من تصدير الثورات ودعم الخلفاء واستنزفت رغم تصبرها وتحملها ولكن الحصار المخيف جعلها تتماسك داخلياً.
وكما يعلم الجميع فأن المقاطعات والحصارات ترهق الشعوب ولكنها تطيل من تصلب النظام وتجعله اقل انصاتا الى الحوار والتسويات، حيث وتأخذ النظام العزة في الأثم .
وعن فداحة المقاطعات والحصارات فقبل ذلك مقاطعات بل وحصارات ومنها دول مثل كوبا والعراق وليبيا وفينزولا وتماسكت هذه الدول ولكن الشعوب هي التي عانت وتعبت وذاقت كل انواع المرارات والويلات .
اليوم المبعوث الدولي يزور طهران وربما سوف يلتقي بالرئيس -حسن روحاني- وكذلك بوزير خارجية ايران الدبلوماسي -المحنك- الدكتور محمد جواد ظريف ، على ان اللقاء ان حدث فسيكون مشوقاً بين الاثنين وملهماً كما اتوقع .
لن أقول ان الزيارة اتت فجأة بل سبقتها مشاورات وترتيبات غير معلنة، لهذا فان هناك من يتوقع ان تتوالى الزيارات الى طهران
ولن تكون الزيارة اليتيمة، وقد تعقبها زيارات وفود من صنعاء وربما من دول عربية لها تاريخ من العلاقات الودية مع طهران .
وتأتي زيارة المبعوث الاممي في ظل متغيرات وتحولات وتطلعات لبحث تسوية مستدامة تنهي الحرب في اليمن هذه الحرب التي انهكت كل الاطراف واستنزفت العظيم من الموارد .
على ان انصار الله لديهم ايضا قنواتهم وهم في حالة تواصل مع بعض الاطراف ، بغية الوصول مستقبلاً الى اعلان وقف اطلاق النار تمهيداً لتسويات قد تفضي الى مصالحة وطنية .
ماذا عن الجنوب ؟ الحقيقة ان الجنوب اليوم لم يعد طرفاً في قضية صنعاء وانصار الله بل طرفاً متحدثا وممثلا للجنوب.
والحقيقة ان المجلس الإنتقالي سيبرز كمفاوض عنيد وقوي تسنده شعبية جنوبية كاسحة ومتراصة، وتدعمه جسارة وعنفوان وانتصارات مشهودة على الارض .
ربما في القريب قد نشهد استرخاءً وربما توقفاً تاماً للمُسيرات والمناوشات والحملات الاعلامية، بل وربما سوف تتوالى المحادثات العلنية بين كل الاطراف تمهيدا لسلام مستدام .
لن نسبق الاحداث ولكن اليوم الاحداث تسبقنا ، ونحن نحاول تفسيرها ونتوقعها . ومع توجه ادارة - بايدن- وهو توجه المخلص ، لتسويات في الشرق الاوسط ، فان هناك من يتوقع انفراجاً في قضية رفع العقوبات عن ايران وتسوية قادمة لمشكلة اليمن .
والسلام لن يتم في اليمن دون تسوية عادلة للقضية الجنوبية تضمن عودة الجنوب الى ما قبل ٢٢ مايو ١٩٩٠م . وكذلك انضواء الشرعية في حكومة اتلافية مع انصار الله مستقبلاً .
وعود الى هدهد سليمان - عنوان مقالي-فهذا ما تعرض له صاحبي ساخرا ! عندما اخبرته ان طهران تستقبل المبعوث الدولي الى اليمن - جريفتس- فضحك واطلق عليه هدهد سليمان - الى كسرى انو شروان- ! فهل سيعود الهدهد الى سبأ بنبأ يقين!؟
فاروق المفلحي