منذ ان اكتسح بايدن صناديق الاقتراع وسجل اعلى نسبة تصويت في التاريخ الامريكي، فأن ذلك في عرف الانتخابات منحه -التفويض- التام لاحداث التغيير الذي اعلن عنه في حملته الانتخابية العظيمة.وزاد في ثقته ان الكابتول بمجلسيه تضمن له ذلك .
لم يعد امام - بايدن- متاعب ومرهقات في اقناع مجلس النواب والشيوخ ، في تمرير مشاريعه الانسانية، فتمت الموافقة بالامس على صرف ١٩٠٠ مليار دولار كدعم للمواطنين الامريكيين، لمواجهة جائحة كورونا .هذا المبلغ الفلكي سوف يعيد تنشيط الاقتصاد بشكل سريع وملهم .
وعن بايدن الرئيس الكاثولكي المتدين، فهو اليوم يعيد ترميم ما احدثه من خراب الرئيس السابق - ترمب - والذي احدث من التشوهات والفوضى والتحريضات ما لم يحدثه تسونامي كاسح .
تانسنت امريكا اليوم في رفعها الحضر على السفر الى امريكا لمواطني سبع دول وكان الحظر تحت حجة تاييدها للارهاب ، وهي كانت كلها اسلامية ولكنه اضاف كوريا الشمالية حتى لا يطلقون على الحظر - الدول الاسلامية -
على ان سور المكسيك الذي صمم على تشييده الرئيس ترامب ، كان يشكل صفعة وإهانة للمكسيك التي تنازلت عن نصف ارضها للعم سام ، فالغى - بايدن -وبجرة قلم- هذا المشروع الارعن والمستفز .
الغى - بايدن -ايضا قرار منع لم الشمل لامهات اخذ اطفالهن منهن عنوة بسبب عدم قانونية اقامتهم في امريكا وتم ترحيل الامهات وابقاء الاطفال ، واليوم تعلن امريكا لم شمل هذه الأسر الممزقة.
وعن وصم - انصار الله - بالارهاب فسوف ترفع امريكا هذا القرار ، ليقينها ان الشعب اليمني المعذب يكفيه عذابات الجوع والحروب والفقر والامراض .
فذلك كان سيتسبب في منع كل المساعدات الاغاثية والدعم الدوائي فالشعب اليمني يعيش الفاجعة بكل ابعادها.
وهناك قرار اتخذه - بايدن-وهو مهم بل ملهم في تعيين مبعوث امريكا الى اليمن وهو الخبير بالشأن اليمني السيد - تيموثي ليندر كنج - وسبق للسيد - كنج - ان التقى بوزير حقوق الانسان الدكتور محمد عسكر ، واعتقد ان المندوب الامريكي الى اليمن سوف يسعى جاهداً لوقف الحرب التي اوغلت واذنبت وازهقت واستنزفت كل الاطراف .
هناك متغيرات هائلة تشهدها امريكا وفي إعتقادي انها سوف تتحرر من مثالب وسلوكيات كان - ترمب- قد رسخها في عقلية شرائح سكانية بيضاء .
ومنها مشاعر التفوق العرقي والذي حذر الجميع انها بداية بواعث سوف تمزق السلام الاجتماعي وتتعمق آثامها لتنحدر امريكا الى درك العدوات والتحاقدات والتشظي.
يلمسون كل الامريكيين اليوم الثقة في ان امريكا اليوم تنسجم مع نفسها ، ومع محيطها ومع العالم، وانها لن تتربص وتفتعل التحدي والتهديد لفئاتها الاجتماعية بل ولن تاخذها العزة في اثارة المشاغبات مع روسيا والصين ، بل وايران اليوم فهي قاب قوسين او ادنى من امتلاك السلاح الرادع .
وهناك حالة استرخاء في كل من الاتحاد الاوربي وفلسطين بل ودول مجلس التعاون التي سوف تجد في امريكا من ينصح قادتها ويتلمس همومهم بعكس - ترامب - الذي كان لا يجيد ابجديات الحوار مع قادة الدول ولا مع فريق ادارته، فهو شخصية نرجسية مريضة وتعيش عنجهيتها وغرورها وصلفها .
تنفست كندا والمكسيك الصعداء بُعيد اعلان فوز - بايدن - حيث ان -ترمب - عكّر العلاقات بل سممها مع الجيران بل واحدث في العلاقات من التعقيدات ما هو أعقد من ذيل الضب .
فاروق المفلحي