الرئيس الأميركي جو بيدن بين متاعبه الداخلية ومصاعب ملفات الشرق الأوسط الشائكة يبدأ رحلة الأربع السنوات لولايته بصعوبة لاتخطيها العين ومنها قراره بإبلاغ الكونجرس سحب إدراج جماعات الحوثيين المسيطرين على العربية اليمنية من تصنيفها كمنظمة إرهابية وقراره بوقف؛الدعم اللوجستي والسعودية والامارات بل وقراره بوقف الحرب في اليمن وتعهده بحماية السعودية وحدودها الجنوبيةإلى جانب قراره باستئناف المفاوضات مع إيران حول الملف النووي هذه الملفات لوحدها تحتاج إلى جهود خارقة لإيجاد الحلول لها وساتطرق لاهمها ملفي اليمن والجنوب ووقف الحرب ..فدول التحالف تقوم بعملياتها الجوية وفق القرار الدولي 2216 لعام2015 الذي يمنحها حق إستخدام الضربات الجوية لاعادة الشرعية إلى عاصمتها صنعاء وإخضاع الميليشيات الانقلابية الحوثية لسلطتها فمع طول مدة الحرب التي تحولت إلى بؤر واستثمار مربح لجماعات التهريب والفساد والتطرف وتجار الحروب امسى مركز اهتمام كل تلك الجماعات يتمحور حول إخضاع الجنوب المطالب باستعادة دولته وفك الارتباط مع الشمال الذي شن عليه الحرب الاولى في صيف 1994 أنهت اتفاقيات الوحدة السلمية في22 مايو1990م وحولتها إلى احتلال ظل محل رفض شعبي جنوبي متزايد منذ 7/7/94م وتعاظم مع الوقت بزخم الحراك الجنوبي 2007م حتى عادت القوات الشمالية بحربها الشاملة الثانية بدعم إيراني في منتصف مارس2015 لإعادة احتلال الجنوب الذي بدأ يسيطر على بعض مراكز ووحدات الاحتلال ..أن المعطيات على الأرض تشير أن ليس هناك طرف في الشمال معتدل فكل تلك الأطراف ترفع (شعار الوحدة أو الموت) يمكن أن يكون شريكا في صنع السلام وبالضرورة إذا توقفت الطلعات الجوية لدول التحالف فليس هناك ضمانات من التزام تلك الجماعات الدينية المتطرفة المدعومة من ايران والتي تسيطر على الشمال والجماعات الدينية المتطرفة الأخرى التي تحاصر الجنوب منذ سنة ونصف وباتت عامل لعدم الاستقرار في عدن وفي محافظات الجنوب من الالتزام بوقف الحرب التي تدر عليها مليارات من الدولارات من موارد الشمال والجنوب ومن تهريب المخدرات والسلاح... من كل تلك المؤشرات تبدو الصورة ممتدة من اليمن إلى قم ومن مأرب وتعز إلى عدن غير وردية.
الباحث / علي محمد السليماني
7 فبراير2021