قبل أيام أطل علينا نائب الرئيس هاني بن بريك على تويتر وأعلن مفاجئة من العيار الثقيل وهي تحديد موقف قيادات المؤتمر الشعبي العام من الوحدة اليمنية، وتأييدهم إستعادة دولة الجنوب.
وقال بن بريك والتغريدة مازالت موجودة في حسابه على تويتر ” عقلاء وحكماء المؤتمر الشعبي من الممكن الوصول معهم لتحرير مناطق الشمال وبناء تفاهمات جدية للحل النهائي المبني على حل الدولتين”.
وأضاف بن بريك ” خطابهم الجاد في مواجهة العبث يعطي دلالة على أنهم يتعاملون مع الأحداث بنظرة مغايرة للماضي، نرحب بكل أصوات الحق الرافضة للعبث الذي يعطل كل ما تحقق من تقدم”.
الحقيقة أنا قرأت التغريدة في حينها ولم أصدق بأن الموتمر الشعبي العام والحزب الحاكم طوال فترة الوحدة من عام 1990 – 2011″ صاحب شعار “الوحدة أو الموت” أصبح يدعم حل الدولتين وأن يستعيد الجنوبيين دولتهم وقد تخلص من وهم الوحدة التي ماتت وشبعت موت منذ العام 1994 وأعتبرتها من مناورات سياسية للمؤتمر للتكسب وتبادل أدوار بينه وبين بقية القوى اليمنية المحتلة للجنوب.
لكن ومن خلال حديث عميق عن مستقبل اليمن والسيناريوهات المقبلة مع قيادي ومفكر مؤتمري كبير من العيار الثقيل، قال لي كلام مهم وكبير وصدمت منه وسانقله بالنص حتى يطلع عليه الجنوبيين ويعرفوا حقيقة موقف المؤتمر الشعبي العام وأن تصريحات نائب الرئيس هاني بن بريك ليست من فراغ.
قال القيادي والمفكر المؤتمري ” تدري .. نحاول أن نصنع ولو جزء من وطن مستقر.. مثلاً الآن الجنوب نعتبره منطلق لتحرير الشمال دون هذا الكلام مستحيل أن يتحرر الشمال، لذلك لابد من جنوب مستقر جنوب أخوي للشمال مش عنصري وليس برؤوسنا النزعة المتطرفه، ليش الانفصال لا”.
وأضاف القيادي والمفكر المؤتمري ” طبعا نحن نؤيده ليكون الجنوب دولة وذات كيان مستقل لماذا؟:
اولاً : لان المحتمع شمالاً قبلي وفي الجنوب مدني وصعب تبني دولة مستقرة.
ثانيا : في حالة منح الجنوب حقه سيتحرك الشماليين لاستغلال أرضهم وسيحافظون عليها ويبنوها وفيها من كل الثروات والخيرات ماتصدق انه ما فيها شي، الشمال غني، بس الجنوب الهى قوي الشمال واصبحوا ينظروا للجنوب ونسوا بان الشمال لو في رجال انه افضل من الجنوب”.
وتكلم عن نظرتهم للمستقبل بالقول ” لو ما تكون في نخب مثقفه تحدث تغيير في الوقت الحالي مافي فايده؟ بنرجع نفس السابق بالاخطاء شمالاً وجنوباً، ياخي اعطيه سلطة وكمان هو درع لك وانت درع له، هي سلطة كرسي، قد نحن متداخلين وأنساب من الشمال إلى الحنوب يعني الدم واحد وكل بيدافع على الثاني من دون وحده وخبر فاضي.. خلونا نعيش باخوه أفضل من الكراهية والاحقاد.. اقل شي ادخل عدن رافع راسي مش اواجه بلغة مناطقية.. والمناطقية سببها تراكمات أخطا ومظالم سابقه”..
وأردف قائلاً ” الفكر التصحيحي لابد له من دور الان لابد لنخب شبابية ان تبرز تغير الماضي والتفكير شمالاً وجنوباً لغة إخاء بدل من الكره لغة مصالح بين سلطتين ودولتين بدل من الإستغلالية”.
وختم كلامه معي بعبارة رائعة قال “وما بيكون إلا هذا الكلام ماعاد نقبل منطق الماضي نحن متشديين اكثر منكم لتغيبر الماضي مش بس انتم”.
هذا هو منطق النخب المثقفة والمفكرة وعقلاء المؤتمر الشعبي العام في الشمال الذين تحدث عنهم نائب الرئيس هاني بن بريك، وفعلاً منطق 94 لم يعد مقبولاً في 2021 عند الشماليين أنفسهم وليس الجنوبيين فقط.